مجموعة من المتدينين البدلاء نشطوا لإدانة هذه الثورة التي دونت تاريخا جديدا لمصر في ميدان التحرير وكل ميادين مصرنا المحروسة. قال بعضهم مرددا قول الله عز وجل(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)ولم يكمل الأيه.وفي رأيه أن من ماتوا في هذه.الثورة القوا بأنفسهم في التهلكة.عجبا قالوا.وأري أحبتي . إن هذا الفكر صناعه. إن وسطية الإسلام.صُنع لها قطبين حتى لا تخرج إلي واقعنا المعاصر. ممثله في قطب الانحلال واللهو والغناء واللعب والذي يؤدي إلي للفساد الأخلاقي ولا شك أنهم قد حققوا بعض ما يرمون إليه ونري ذلك حيا في واقعنا ونري أثرة.لكن أثرة ذلك لم يغير في الفكر والوعي لدي هؤلاء الشباب لذلك كان ولابد من صناعه أخري وهي الأهم ممثله في قطب التدين البديل والذي يُشيع الفرقة ويضيع.الجهد والوقت وكتابات القلم في الخلاف., وأنا هنا لا احكم علي النيات بل ليَ الظاهر فقط والمطلع علي السرائر هو الله. والأنظمة أخوتي يرحبون بهذا التدين البديل ويعطون له الفرصة ويفتحون له الباب. لتدب الفرقة بين بعض التيارات الفكرية. وليأخذه بعض الإمعة كتقليد اعمي.ولأن هذا التدين البديل يعفي النظام من المسؤولية عما إسترعاة الله .ففي عرف الإسلام الحقيقي يكون الحاكم المسئول الأول عن مشاكل المواطنين في بلاده ، أما المتدين البديل فعندما يعانى من الفقر والبطالة لن يفكر أبدا في مسؤولية الحاكم عن ذلك بل سوف يرجع ذلك إلى أحد احتمالين: إما أنه قد قصر في العبادة ولذلك فإن الله يعاقبه ، وإما أن الله يختبره بهذا الشقاء فعليه أن يصبر ولا يعترض ولا يعزي كل ما يحدث من قهر وظلم واستبداد إلي انظمه الحكم الفاسدة وحجته في ذلك ما رواة الشيخان عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتته جاهلية " متفق عليه. ونسوا.حديث ابن عمر مرفوعا: " السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة) ونحن نري ونسمع بل نشم رائحة المعصية و الخَبَث تكاد تشمل كل مظاهر حياتنا اليومية.سألت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها النبي صلي الله عليه وسلم (أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث) لم تقل رضي الله عنها المصلحون لأننا نقرأ في كتاب الله (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) وهذا ما أعنيه.إنَّ الصالحون بيننا كُثر ولكن ما أثرهم أنه التدين البديل إذا.والذي ترغبه الأنظمة المستبدة . إخوتي يا أصحاب التدين البديل إن شهداء مصر من مرضى وحوادث والذين فاقوا في عددهم شهداء كل الحروب التي خاضتها مصر من ضحايا القطارات المحترقة ، والعبارات الغارقة ، والعمارات المنهارة ،وطائرة القادة 212العائدين من أمريكا بعد دورات التدريب علي السلاح الأمريكي.وأُطلق عليها صاروخ في المحيط ولم يبقي منها شيء ولم يعبأ بهم النظام.ومرضى الفشل الكلوي والسرطان بفضل مبيدات يوسف والى وغيرهم – كل هؤلاء في نظر الإسلام الحقيقي(لا البديل) ضحايا الفساد والاستبداد والظلم ، والنظام الذي تدافعون عنه وتُحكمون فيه شرع الله وهو لم يُحَكِم شرع الله فينا. مسئول مباشرة عن موتهم وتشريد أسرهم . أما التدين البديل فيعتبر هذه المآسي جميعا من القضاء والقدر لا أكثر، ويعتقد أن هؤلاء الضحايا قد انتهت أعمارهم، وبالتالي كانوا سيموتون في كل الأحوال، فلا معنى إذن لأن نلوم أحدا باعتباره متسببا في موتهم.وهذا التدين البديل مريح وخفيف ولا يكلف جهدا ولا ثمنا لأنه يحصر الدين في الشعائر والمظاهر. فالدفاع عن مبادئ الإسلام الحقيقية ، التي هي العدل والحرية والمساواة ، مسألة محفوفة بالمخاطر في مصر و في غيرها. ما يجعلهم ينحون إلى هذا المنحى (التدين البديل ) والذي لا يكلفهم شيئا ، وهو يمنحهم إحساسا كاذبا بالطمأنينة والرضا عن النفس.إن الذين يتبنون التدين البديل يصومون ويصلون ، ويحيون الناس بتحية الإسلام ويلزمون زوجاتهم وبناتهم بالحجاب بل بالنقاب ، وربما يشتركون في مظاهرة ضد الرسوم الدنمركية أو منع الحجاب في فرنسا وينددوا بالكليبات العارية ,وهذا كله ظاهرة خير وهو خير لكنهم يعتقدون بعد ذلك أنهم قد أدوا واجبهم. إن الإسلام العظيم قد دفع بالمسلمين يوما لكي يحكموا العالم ويعلموا البشرية الحضارة والفن والعلم ، أما التدين البديل فقد أدى بنا إلى كل هذا الهوان والشقاء الذي نعيش فيه.إن التدين البديل مرض محزن أصاب بعض المصريين فأدى بهم إلى السلبية والغفلة . وجعلهم قابلين للاستبداد والقمع. إننا نحبكم ولكن نريدكم معنا صفا واحدا ضد المفسدين.أعود وأكرر.(سُئل رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثُر الخبث) فلا يكفي أن تكونوا صالحين والإسلام دنيا ودين. إذا أردنا أن نغير واقعنا، علينا أولا أن نتبنى منهج الإسلام الحقيقي، الشمولي وليس التدين الظاهري بديلا عنه.