تجمع أكثر من 250 عراقيا صباح اليوم الجمعة، في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، في مظاهرة سلمية للمطالبة بتحسين أحوال المعيشة ومحاربة الفساد والبطالة في ظل انتشار كثيف لقوات الأمن. وسارعت القوات العراقية بوقت مبكر من صباح اليوم بإغلاق المنافذ المؤدية للمنطقة الخضراء من خلال إغلاق جسري الجمهورية والسنك بكتل الأسمنت. وشوهد مئات من عناصر الجيش والشرطة فوق أسطح البنايات وآخرون منتشرين في محيط مكان المظاهرة في ظل حظر شامل لحركة السيارات والمركبات، حيث بدت الشوارع فارغة إلا من العجلات العسكرية ودوريات الجيش والشرطة. وسمحت الحكومة العراقية لوسائل الإعلام والفضائيات من نقل وقائع المظاهرة بعد أن منعتهم الجمعة الماضية. وكانت سلطات الأمن العراقية أعلنت فرض حالة حظر التجوال في غالبية المدن العراقية، تحسبا من قوع أعمال عنف التي قد ترافق المظاهرات التي سيشهدها العراق نهار اليوم للمرة الثانية على التوالي للمطالبة بتحسين الخدمات وانهاء المعاناة جراء تفشي البطالة والفساد. وأعلنت قيادات العمليات العسكرية في بغداد والبصرة وصلاح الدين وبعقوبة وكركوك والأنبار حظر التجوال لكافة المركبات والعجلات، بدءا من منتصف ليل الخميس في اطار خطط أمن ترافق انطلاق مظاهرات في المدن العراق اليوم. وعلى صعيد ذي صلة، دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة في العراق اليوم إلى تفعيل الجهد الاستخباري من خلال وضع خطط فعالة من قبل جهازي الاستخبارات والمخابرات الوطني لإفشال جميع المخططات المعادية وحماية العملية السياسية من المغرضين. وقال المالكي، خلال ترأسه اجتماعا لكبار الضباط والقادة الأمنيين في البلاد، إن "صيانة العملية السياسية وحمايتها أمر ضروري لأن بديلها العودة الى الطائفية والمليشيات وأعمال العنف. وأضاف أن "من الواجب علينا حماية العملية السياسية من الأعداء والمغرضين". وذكر: "أن من الطبيعي أن يأخذ كل فرد حقه المشروع في ابداء الرأي والتظاهر وهذا الامر نحترمه لكن من دون التجاوز على القانون وبالمقابل فان الحكومة لها أيضا أن تأخذ حقها بموجب الدستور". ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى "اتخاذ التدابير الفعالة لحماية المواطنين خلال التظاهرات".