يصر الليبيون على حماية تراثهم الثقافي الثري خلال الاحتجاجات المناهضة للعقيد معمر القذافي، ويدافعون عنها من النهب والسلب. ويقول تقرير أعده حافظ الولدة، وهو ليبي متخصص في الآثار ومقيم في لندن، حتى الآن لم ترد أخبار على الإطلاق من أي مناطق من التراث الثقافي في ليبيا أنها تأثرت بالاضطرابات. ويشير "الولدة" الذي قاد يوما عملية كشف عن الآثار في مدينة "لبدي" الكبرى أن السكان المحليين هم الذين يحمون ممتلكاتهم وأحياءهم، ومن خلال ذلك يرعون تراثهم الثقافي. يذكر أن ليبيا استعمرت من كل الإمبراطوريات القديمة التي سيطرت على منطقة البحر المتوسط، ومن ضمن التراث الثقافي الخصب لليبيا مدينة "لبدي" الكبرى وهي مدينة ساحلية بارزة تعود إلى عهد الدولة الرومانية، وتقع آثارها على بعد نحو 130 كيلو مترا إلى الشرق من طرابلس. وهذه المدينة هي مسقط رأس الإمبراطور "سبتيموس سيفيروس"، وتضم مسرحا رومانيا وحمامات من الرخام، وشوارع ذات أعمدة، وتعد درة تاج التراث الروماني، ويضيف التقرير استنادا إلى شهود عيان عبروا الحدود إلى تونس أن "صبراتة" وهي بلدة رومانية قديمة لها مسرح روماني ومسرح آخر تم ترميمه حيث شاهد "بنيتو موسوليني" عروضا خلال الاحتلال الإيطالي أصبح في أيدي المدنيين. بدأت عمليات الاستكشاف الأثري بشكل جدي في ليبيا في الثلاثينيات من القرن العشرين، عندما كانت تأمل إيطاليا الفاشية القوة الاستعمارية في ذلك الوقت أن تؤكد وجود الإمبراطورية الرومانية، وأن تثبت السيادة التاريخية لإيطاليا على البحر المتوسط، كما أدى هذا إلى اكتشاف النفط.