مسألة هامة جداً جداً ينبغي رفع لبسها ... الأمريكان و الأوروبيين و الكيان الصهيوني هبون إلى القول بأن التيار الديني والتيار الإسلامي أو الأخوان المسلمين هم كل المتظاهرين أو معظم المتظاهرين أو أنهم يقودون الثورة الشعبية الجامحة . السبب في ذلك أن ملايين الشباب والشابات ... الذكور والإناث ... الأميون والمتعلمون ... التكنوقراط والعاطلين ... أساتذة الجامعات والزبالين ... الأطباء والمهندسين ... كل المتواجدين في الشارع كمشاركين في ميدان التحرير ثواراً وطلاب حرية ... عند سماع الآذان يصطفون خلف أحدهم ليؤمهم ويؤدون الصلاة في أوقاتها هذا السلوك جعل الأمريكان والغرب الحريص على أمن وسلامة الكيان الصهيوني يخافون ويتوجسون ويذهبون إلى أن مصر على وشك أن تصبح دولة دينية ... هذه القراءات الخاطئة وهذا التفسير المشوش ... ولا أخفي أن أقول أن هذا خطا لأن الشعب المصري شعب متدين عبر كل العصور ... منذ عصر الفراعنة حتى الآن ... الشعب المصري شعب طقوس دينية متدينون بحكم الثقافة والتاريخ والوعي والفهم ... ولذا من العيب التفسير الخاطئ ، ناهيك عن الحرص الشديد على الصهاينة حتى وأن ضحوا بأكبر دولة عربية ... هم يخافون الاستبداد ويناصرون الاحتلال ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية ثم ينكصون على أعقابهم أيها الغرب لديك فهم خاطئ فليس كل متدين ولا كل مسلم قاعدة و أخوان مسلمين ، والمسلم ليس إرهابي ولكن الذي يحتل الأوطان ومقدراتها وثرواتها ويساعد القهر والقاهرين والاستبداد والمستبدين والديكتاتورية والدكتاتوريين هو الإرهابي هو عدو الشعوب ... عدو الحرية ... عدو الإنسانية . أنتم لا تريدوا لنا التحريروالتحرر والانعتاق والعيش الكريم حتى وان كنا علمانيين أو ليبراليين أو حتى ماركسيين وشيوعيين ولا دينيين ... أنتم تريدونا مقهورين مهزومين مستعبدين أذلاء ... مهمومين بلقمة العيش لا علم عندنا ولا تقانه ولا إنتاج ولا علماء ولا مفكرين ... تريدونا أقزاما تريدونا عبيداً لكم ... ثرواتنا لكم .. كل ما نملك لكم ... استكثرتم على شبابنا الفدائية وطلب الحرية والتحرر وهذا مايفسر اضطراب وتقلبات القرار أو القرارات الأمريكية تجاه الثورة الشعبية المصرية طوال (17 ) يوماً . وأختم قولي أني أنهيت هذه السطور قبل إعلان تنحي الديكتاتور حسني مبارك بثلاث دقائق.