هال الكثيرون حول العالم ما يشاهدونه منذ السابع عشر من الشهر الحالى من مجازر بحق الشعب الليبى على أيدى «الكتائب الأمنية» التابعة ل«الأخ العقيد» معمر القذافى، لاسيما الجثث المتفحمة. وكأن هذا التاريخ هو بداية «فظائع النظام الليبى»، فوفقا لمنظمات حقوقية محلية وعربية وغربية، يمتد «السجل الإجرامى للقذافى» بامتداد أكثر من أربعين عاما، هى سنوات حكمه، حتى إن الكاتب البريطانى فى صحيفة إندبندنت جيفرى روبرتسون وصفه أمس بأنه «أسوأ رجل فى العالم.. ويجب تقديمه للعدالة». ومن أبشع المحطات فى حكم القذافى: ●1972: تعرض المشاركون فى مظاهرات رافضة لنظام القذافى ما بين عامى 1972 و1976 لأبشع صور القمع، وجرى اعتقال الآلاف، وتعرض كثيرون للتعذيب، وقتل بعضهم وشنق آخرون فى الميادين. ●1984: أمر القذافى بإطلاق النار على ليبيين تظاهروا أمام السفارة الليبية فى العاصمة البريطانية لندن، مما أصاب العديد منهم بجروح بالغة وعاهات مستديمة، كما قتلت شرطية إنجليزية فى هذه التظاهرات السلمية المحتجة على جرائم التصفية الجسدية لنظام القذافى. ●1987: تم اعتقال المئات من النشطاء السياسيين والكتاب دون توجيه تهم إليهم، وجرى الزج بهم فى مراكز اعتقال سرية، وإنزال أشد ألوان العذاب بهم. كما تعرض منفيون ليبيون لاعتداءات متكررة من قبل نظام القذافى، ومنهم محمد فهيمة، الذى اغتيل فى أثينا، ويوسف خربيش فى روما. ●1988: أصدر القذافى أوامره لتنفيذ تفجير لوكيربى فى الحادى والعشرين من ديسمبر 1988، حسب قول وزير العدل الليبى السابق مصطفى عبدالجليل، الذى أكد أنه يملك أدلة تدين القذافى شخصيا. وقد أسفر تفجير طائرة «بانام» الأمريكية فوق بلدة لوكيربى باسكتلندا عن مقتل 270 شخصا. ●1988: تم إعدام تسعة مواطنين، حيث أعدم 6 منهم شنقا و3 رميا بالرصاص، وقيل إن معظمهم ينتمون إلى مجموعة معارضة تسمى «الجهاد»، وقد وصف القذافى عمليات الاعدام بأنها دروس مفيدة جدا. ●1993: أصدر القذافى أوامره باعتقال العديد من المدنيين والعسكريين عقب التمرد العسكرى فى أكتوبر، والذى خططت له مجموعة من العسكريين. وقد استمر زلزال ذلك التمرد الذى أطلق عليه «انتفاضة أكتوبر» يعصف بالليبيين حتى إن النظام الليبى أصدر أوامره فى عام 1997 بإعدام 6 من ضباط الجيش ومدنيين اثنين من بين هؤلاء المعتقلين. وتعد هذه الانتفاضة من أخطر الحركات التى هزت عرش القذافى. ●1994: عقب صدور قرار محكمة العدل الدولية فى لاهاى فى فبراير 1994 بحسم الخلاف على شريط اوزو الحدودى مع تشاد لصالح الأخيرة، اعتقل نظام القذافى أكثر من 400 تشادى فى العاصمة الليبية طرابلس وحدها وعددا كبيرا من نيجيريا والأردن والصومال، بدعوى مخالفة تصاريح العمل. ●1995: نشرت الرابطة الليبية لحقوق الإنسان قائمة بأسماء 21 شخصا تم خطفهم، ولم يعرف مصيرهم، ومنهم الزعيم الشيعى الإمام موسى الصدر، الذى اختفى أثناء زيارته ليبيا، وقالت طرابلس إنه غادر إلى روما، لكن حركة «أمل» الشيعية فى لبنان اتهمت نظام القذافى باختطافه، فرد القذافى باتهام «نبيه برى» زعيم الحركة بأنه هو من اختطفه ليحل محله فى زعامة الحركة. ●1996: تعتبر مذبحة سجن «بو سليم» واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، ففى التاسع والعشرين من يونيو وقعت المذبحة التى راح ضحيتها نحو 1200 سجين سياسى، حيث فتحت السلطات الليبية فوهات أسلحتها الخفيفة والثقيلة على سجناء عزل ذنبهم الوحيد أنهم أعلنوا تمردا وإضرابا داخل السجن، احتجاجا على الأوضاع الصحية المتردية والتعذيب واستمرار حبسهم دون تقديمهم للمحاكمة.