أدان مجلس الأمن الدولي، العنف واستخدام القوة ضد المدنيين في ليبيا، وشجب قمع المتظاهرين المسالمين، معربا عن الأسف العميق إزاء موت مئات المدنيين. ودعا أعضاء المجلس السلطات الليبية إلى الوقف الفوري للعنف، واتخاذ خطوات لمعالجة المطالب المشروعة للشعب، بما في ذلك الحوار الوطني، ودعوا الحكومة الليبية إلى الوفاء بمسؤوليتها عن حماية شعبها، وممارسة ضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. ودعا مجلس الأمن، الذي اكتفي بإصدار بيان صحفي، مساء أمس الثلاثاء، حول تطورات الوضع في ليبيا بعد مشاورات استغرقت أكثر من أربع ساعات تلته سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو، التي ترأس بلادها المجلس للشهر الحالي، إلى توفير المساعدات الإنسانية الدولية للشعب الليبي، وحث المجلس السلطات الليبية على ضمان توفير الممر الآمن للإمدادات الإنسانية والطبية. وأكد البيان ضرورة احترام حكومة ليبيا لحرية التجمع السلمي وحرية التعبير، بما في ذلك حرية الصحافة، ودعا إلى الرفع الفوري للقيود المفروضة على كافة أشكال الإعلام. وشدد البيان كذلك على أهمية المساءلة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، بما فيها استخدام القوات الخاضعة لسيطرتهم ضد المدنيين. كما أشار البيان إلى قلق الدول الأعضاء بالمجلس فيما يتعلق بأمن الأجانب في ليبيا، وحثوا السلطات وكافة المعنيين على ضمان سلامة الأجانب، وتسهيل رحيل من يرغب منهم في مغادرة ليبيا. وعقب السفير إبراهيم الدباشي نائب مندوب ليبيا لدي مجلس الأمن على البيان بالقول: إن التحرك الذي تبناه مجلس الأمن من خلال إصدار بيان صحفي لم يكن بالقوة الكافية، ولكنه حمل رسالة جيدة للنظام الليبي لوقف إراقة دماء الشعب الليبي. وأكد نائب السفير الليبي الذي انشق عن القذافي أن المواطنين الليبيين لا يمتلكون أية أسلحة، وأن بيان القذافي كان مجرد إشارة لمعاونيه لبدء الإبادة الجماعية ضد الشعب الليبي. وقال إن "النظام الليبي يستخدم المرتزقة من عدد من الدول الأفريقية في مدن غرب ليبيا". وردا على سؤال حول تعليق الجامعة العربية لعضوية ليبيا بها قال: أعتقد أن ما قامت به الجامعة العربية اليوم هو الإجراء الصحيح، موضحا أن تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة يعني عدم شرعية الحكومة القائمة في ليبيا. وشدد السفير الدباشي أنه ما زال يمثل الشعب الليبي، وأنه سيستمر في تمثيل الشعب الليبي، وأشار إلى أن نظام القذافي ما زال مسيطرا على العاصمة وما زال يرسل أعوانه إلى بعض المناطق لقتل المدنيين. وحول ما تردد عن قيام القوات الموالية للقذافي بشن غارات جوية على المتظاهرين، قال "لا يمكنني تأكيد أن هناك غارات جوية، ولكن الهجوم الآن على الأرض".