عقدت اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا اجتماعا موسعا برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لتقييم الأحداث الجارية في ليبيا. ونقلت شبكة (سي. إن. إن. تورك) الإخبارية التركية عن مصادر شاركت في الاجتماع الذي عقد أمس الاثنين، قولها، "إن تقييمات اللجنة انتهت إلى أن الاشتباكات التي تشهدها ليبيا حاليا ليست اشتباكات بين أحزاب سياسية، وإنما صراع بين العشائر الليبية. وأضافت أن أردوغان قيم تصريحات سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي معمر القذافى، وطالب أعضاء الحزب بتوخي الحذر والحساسية في تصريحاتهم بخصوص التطورات الجارية في ليبيا. ولفت أردوغان إلى أن هناك 25 ألف مواطن تركي في ليبيا، ويجب إعطاء الأهمية والحساسية لهذا الموضوع حتى لا يتعرض المواطنون الأتراك لصعوبات، مع ضرورة وضع الاستثمارات التركية في ليبيا بعين الاعتبار. في الوقت نفسه أولت الصحف التركية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتماما واسعا بالأحداث في ليبيا، والتي احتلت مانشيتات الصفحات الأولى والرئيسية. وذكرت صحف "جمهوريت"، و"حريت"، و"ميلليت"، و"يني شفق"، و"زمان"، و"راديكال"، و"بوجون"، و"صباح"، و"وطن"، و"أكشام" أن الاحتجاجات انتقلت إلى العاصمة طرابلس، بعد أن سيطر المحتجون تماما على مدينة بنغازي، وأن الجيش الليبي قصف المحتجين بالطائرات الحربية، وأن اثنين من الطيارين هربا بطائرتيهما لعدم قدرتهم على تنفيذ الأوامر بقصف إخوانهم المتظاهرين. وأشارت الصحف إلى أن أعداد القتلى من المتظاهرين الذين تم قصفهم في مناطق مختلفة وصل إلى أكثر من ألف مواطن، لافتة إلى وجود 3 آلاف تركي في بنغازي ينتظرون العودة، في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة التركية لإجلاء المواطنين الأتراك من ليبيا. كان قد تعرض رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لهجوم حاد، بسبب التزامه الصمت تجاه ما يجري في ليبيا، وتعرض المتظاهرون للقمع وسقوط مئات منهم ضحايا لهجمات القوات الليبية، وتمسكه بجائزة حقوق الإنسان التي منحها له الرئيس الليبي معمر القذافى في نوفمبر الماضي في قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في طرابلس. وانتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كليجدار أوغلو، بشدة، موقف أردوغان وصمته تجاه العنف الذي يتعرض له المتظاهرون في تركيا، بخلاف الموقف الذي اتبعه في مصر، على الرغم من أن ما حدث في مصر كان أقل بكثير جدا مما يحدث الآن في ليبيا. ولفت كليجدار أوغلو إلى أن أردوغان تلقى جائزة القذافي لحقوق الإنسان، بسبب دعمه الفلسطينيين، ويحاول أن يتصرف كما لو كان شخصا استحق جائزة بالفعل، مؤكدا أنه يجب عليه الآن أن يعيد هذه الجائزة لأن ما يقوم به القذافي حاليا لا علاقة له بحقوق الإنسان.