حذر سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، ليل الأحد، من أن ليبيا أمام خيارين، ما بين اندلاع حرب أهلية وتقسيم البلاد، أو بدء حوار وطني لقيام "ليبيا جديدة"، في وقت وصلت المواجهات إلى العاصمة طرابلس. وقال سيف الإسلام القذافي في كلمة تليفزيونية، "نحن الآن أمام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من أجل ليبيا، وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل إصلاح غير عادي في ليبيا بدون تدمير بلادنا، وإلا سندخل في دوامة من العنف". وقال، "قبل أن نحكم ونحتكم إلى السلاح، وقبل أن ندخل في حرب أهلية مثلما يريدون لليبيا الآن، وقبل أن يضطر كل ليبي إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه، غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية". وأعلن عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي العام (البرلمان) قريبا، لإجراء إصلاحات داعيا إلى "نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا". وتابع أن هذه المبادرة ستجري وفق "أجندة واضحة"، معددا من بنودها "إقرار مجموعة من القوانين، قانون صحافة، مجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية تتماشى مع العالم، وتفتح آفاق الحرية". وتابع، "لا بد أن يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود"، داعيا إلى "التحول من جماهيرية أولى إلى جماهيرية ثانية، الانتقال إلى ليبيا جديدة، ليبيا الغد"، عارضا "علما جديدا ونشيدا جديدا". وتابع، "وألا استعدوا لتقسيم ليبيا، والدخول في حرب أهلية وفوضى، واستعدوا أيضا للاستعمار"، محذرا من أن "أساطيل أميركية وأوروبية ستحتلكم، لأنهم لن يسمحوا بإمارات إسلامية، ولا بهدر النفط، ولا بقيام فوضى في ليبيا". وقال، "نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا"، وأقر بأن الجيش ارتكب "خطأ .. وللأسف حصل أن مواطنين ليبيين ماتوا"، مبررا ذلك بأن "الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب". وأعلن عن سقوط 84 قتيلا، نتيجة أعمال العنف التي بدأت الأسبوع الماضي في ليبيا، متهما وسائل الإعلام الأجنبية ب"تضخيم" هذه الحصيلة. وقال "هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل ليبيا إلى مجموعة إمارات ودويلات"، متهما "مجموعة خونة يعيشون في الخارج" بالوقوف خلف الاضطرابات. لكنه حذر من أن "الجيش قادر وسيكون له دور أساسي في فرض القانون والأمن بأي ثمن" مضيفا، "لا بد من وقفة حازمة، وجيشنا سيكون في ليبيا حتى أخر لحظة". وردد سيف الإسلام القذافي مرارا، "ليبيا ليست تونس وليست مصر"، حيث اطاحت ثورتان شعبيتان بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقال "معمر القذافي، ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، إنه زعيم شعب" مؤكدا أنه موجود في طرابلس. من جهة أخرى أعلن المندوب الليبي الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني في تصريح صحفي أمس الأحد أنه قدم استقالته من منصبه، احتجاجا "على عمليات القمع والعنف ضد المتظاهرين" في ليبيا، مؤكدا "انضمامه إلى الثورة". وأكد مئات التونسيين الذين عادوا إلى بلدهم، أمس الأحد، هربا من الاضطرابات في ليبيا، أن "مجزرة حقيقة تجري حاليا" في هذا البلد، وفق ما أعلن لوكالة فرانس برس مسؤول نقابي في مركز رأس جدير الحدودي مع ليبيا، والذي عبر منه العائدون.