ومن هنا يتضح لنا أن الشعب وحده هو صاحب السيادة فى الدولة ، وإن كان هذا الحق سلب لسنوات كثيرة فإن الشعب إستعاد سيادته مرة أخري بثورة لتغيير وجه الحياة التى لطالما كان مريراً ، وتنص المادة على أن الشعب هو مصدر السلطات فيكون من الواجب إضفاء الشرعية على الثورة التى قام بها الشعب صاحب السلطات . فلاداعي أن نماطل فى أمر الثورة أو أن نجادل لإستمرار هذا النظام فاقد الشرعية فالقاعدة المسلم بها أن الثورة تسقط النظام وتلغي الدستور. علينا أن نقر بأنها ثورة حقيقية قام بها الشعب المصري الذى أستبيحت كرامته لسنوات ، على الجميع أن يعترف ببطولة الشعب المصري ويسجل فى تاريخ الدنيا ملحمة جديدة قام بها أبطال الكنانة ضدد الظلم والإستبداد ، وعلى النظام الذى فقد الشرعية أن يغرب عن وجه مصر وأن يرحل من مناصبه ، وعلي الشعب المصري ألا يترك كل من أستباح بيضته وأهدر كرامته وسلبه حتى الحق فى أن يتنفس هواء نقيا ، كلنا نعلم أنها ثورة حقيقية ، كلنا كرهنا هذا النظام الذى أهدر كرامتنا فى كل مكان ، كلنا نعلم أنهم طغوا وعتوا عن أمر ربهم وكانوا متحكمين لاحكام ، كلنا لانريد أحد منهم ، فلاداعي لتشكيل لجان أو لإنتظار أحكام القضاء التى لطالما ضربتم بها عرض الحائط فقط عليكم أن تجمعوا أغراضكم وترحلوا ، فالشعب أسقط بثورته الدستور والرئيس والحكومة ومجلسي الشعب والشورى وأسقط الظلم . أيها المتحكمين إن ظننتم فى يوم من الأيام أنكم ستجعلونا تراثا أو عقارا أو تستعبدونا فانتم حمقا لم تعرفوا شعبكم المصري فإننا لسنا عبيدا إلا لله.