أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطاب ألقاه، مساء أمس الأربعاء، أن على حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، أن يبقى في مخبأه، وألا يستخف بقوة الجيش الإسرائيلي، وذلك ردا على أقوال الأخير بأن الحزب سيسيطر على منطقة الجليل بشمال إسرائيل إذا ما فُرضت حربٌ على لبنان. وقال نتنياهو أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أميركا الشمالية المنعقد في القدس: إن "كل من يختبئ بملجأ عليه أن يبقى في مخبأه". وأضاف: "لا ينبغي على أحد أن يشكك في قوة إسرائيل أو بقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا، فلدينا جيش قوي، ووجهتنا نحو السلام، لكن الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز للدفاع بقوة عن إسرائيل". وقال مخاطبا المسؤولين الإسرائيليين: "أريد أن أستعمل الأدبيات نفسها التي استعملها (وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك). أقول لمجاهدي المقاومة الإسلامية: كونوا مستعدين ليوم إذا فرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل". وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أمس الأربعاء، أنه قد يطلب من مقاتلي الحزب "السيطرة على الجليل" في حال الحرب مع إسرائيل، مهددا باستهداف "القادة والجنرالات" الإسرائيليين انتقاما للقيادي في الحزب عماد مغنية. وكان نصر الله يتحدث في احتفال لمناسبة الذكرى السنوية "للقادة الشهداء" في الحزب، وبينهم عماد مغنية الذي قتل العام 2008 في دمشق. وقال ردا على ايهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي طلب من جيشه أن يبقى مستعدا لاجتياح جديد للبنان: "اقول لباراك و(رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي) اشكينازي و(رئيس الاركان الجديد) بيني غانتز (...) لقد أخطأتم". وتابع: "آمل ان تكون لدى الشعب الإسرائيلي ملاجئ جيدة". وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي خلال جولة له الثلاثاء مع رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية لإسرائيل أن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد دخول لبنان مجددا. وقال باراك للقوات الاسرائيلية المنتشرة قرب الحدود مع لبنان: إن "الهدوء يسود لأن حزب الله يدرك قدرتنا على الردع، ويذكر الخسائر الفادحة التي أنزلناها به في 2006، لكن هذا الوضع ليس أبديا، وقد يطلب منكم الدخول مجددا إلى لبنان". وأضاف: "علينا أن نكون مستعدين لأي اختبار، والسر يكمن في الرد بسرعة، خلال ثوان، اذا حدث أي شيء". وتحدث نصرالله الذي أطل كالعادة عبر شاشة عملاقة وضعت في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، حيث تجمع المئات من مناصريه، ومن القياديين الحزبيين والسياسيين المتحالفين مع الحزب الشيعي، من جهة ثانية عن "الثأر" لعماد مغنية من دون أن يذكر الكلمة. وقال "لن أدخل في التفاصيل. القرار ما زال هو القرار، وهذا قرار سينفذ إن شاء الله، وفي الوقت المناسب وضمن الهدف المناسب". وأضاف: "أقول للقادة وللجنرالات الصهاينة حيثما ذهبتم في العالم، إلى أي مكان في العالم، وفي أي زمان، يجب دائما أن تتحسسوا رؤوسكم لأن دم عماد مغنية لن يذهب هدرا". وقوطع نصرالله مرارا بالتصفيق والهتافات. وتوقف الأمين العام لحزب الله مطولا عند الإطاحة أخيرا بنظام الرئيس المصري حسني مبارك. وقال إن "التطور الأضخم والأهم الذي حصل خلال الأسابيع الأخيرة هو ما جرى في 11 شباط/ فبراير الجاري في مصر". وأضاف أن "نظاما آخر من المنظومة الأميركية سقط وهوى بإرادة الشعب والشباب، وهو نظام حسني مبارك". وتابع: "ما حصل في مصر تاريخي وكبير جدا"، مشيرا إلى "تغييرات وتحولات كبرى" ستحصل في المنطقة، ومؤكدا أن "ما بعد حسني مبارك يختلف جوهريا ونوعيا عن زمان حسني مبارك". واعتبر نصر الله أن "الانعكاس الأهم سيكون على إسرائيل"، و"الخاسر الأكبر من التحولات والتطورات في المنطقة هما أميركا وإسرائيل والمنظومة الأميركية يعني كل من ربط مصيره وقراره ومستقبله بالأمريكيين". وعن الوضع الداخلي، رد حسن نصر الله على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي أعلن الاثنين انتقاله الى المعارضة بعد أن خسر الأكثرية في البرلمان نتيجة تغيير عدد من النواب مواقعهم السياسية واصطفافهم إلى جانب حزب الله، وجدد حملته على سلاح حزب الله. وقال نصرالله إن "موضوع السلاح موضوع خلاف وطني"، مضيفا أن "الإصرار على خوض هذه المعركة أو تحويلها إلى واحد من عنوانين او ثلاثة للمعارضة الجديدة هو إصرار على خوض معركة خاسرة خائبة لا نتيجة منها". وأضاف: "إذا كان بتقديركم أن الخطابات يمكن أن تمس بالمقاومة وسلاح المقاومة، أنتم تتعبون أنفسكم ومن دون جدوى"، لافتا إلى أن "الوضع في المنطقة تغير"، في إشارة إلى أن فريق الحريري المدعوم من الغرب خسر بسقوط نظام حسني مبارك حليفا ودعما. إلا أن نصر الله أعلن أن حزبه لا يزال مستعدا للحوار في شأن السلاح إذا رغب الطرف الآخر بذلك.