انتقد زعيم "حركة النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي الحكومة الانتقالية بشدة، معتبرا أن الغموض يلف أداءها، ومؤكدا أن سلطة القرار غير معروفة في ظل وجود ما يشبه الحكومة الخفية التي تدير شأن الدولة، على حد تعبيره. وقال الغنوشي، في حوار نشرته صحيفة "الصباح" التونسية، إن الإبقاء على جهاز أمن الدولة والبوليس السياسي من دون مراجعة يجعل إرادة الحكومة مسلوبة، داعيا إلى مجلس تأسيسي ينظم انتخابات تحت إشراف أممي ينتهي إلى تشكيل حكومة تكون مسؤولة أمامه. شدد على أن البلاد بحاجة إلى نظام سياسي برلماني تنتخب فيه جميع السلطات من العمدة إلى نواب البرلمان من أجل وضع حد لتكديس السلطات على النحو الذي كان سائدا منذ 60 عاما في تونس. واعتبر الغنوشي أن قيم المواطنة والمساواة والديمقراطية والهوية العربية الإسلامية، مشتركات بين التونسيين لا يجوز التشكيك فيها، لكنه انتقد في المقابل تشكيلة لجنة الإصلاح السياسي التي قال إنها شرعت للتمديد للرئيس المخلوع متسائلا "كيف نثق فيها للمستقبل؟". وشدد على ضرورة تحييد الأمن والجيش والإدارة والمساجد عن التحزب والسياسة، داعيا إلى إيجاد قنوات متعددة للتنمية بعد أن فشلت الدولة في أن تكون الجهة الوحيدة لذلك ما أدى إلى فشل التنمية في الجهات والمناطق المحرومة.