رأت الصين أن القوى الخارجية يجب أن تبقى بعيدة عن شؤون مصر، وذلك في انتقاد مستتر للولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تضغط على الرئيس حسني مبارك الذي تطالبه احتجاجات شعبية بالتنحي. وقال ما تشاو شو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس في إفادة صحفية دورية "الصين تدعو إلى ضرورة أن يحدد الشعب المصري شؤونه وضرورة ألا يواجه تدخلا خارجيا." وأضاف: "نعتقد أن مصر لديها الحكمة والقدرة لإيجاد الحل المناسب واجتياز هذا الوقت الصعب." كما دعا المتحدث الصيني إلى الاستقرار في المنطقة قائلا إن الصين تدرك أن أزمة مصر لها آثار أمنية واسعة. وأضاف "مصر بلد مهم في (المنطقة) العربية وأفريقيا. استقرار مصر مهم بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها" مضيفا أن الصين تؤيد جهود مصر للحفاظ على الاستقرار واستعادة النظام الاجتماعي. وكان البيت الأبيض قد قال يوم الأربعاء إن الحكومة المصرية يجب أن تفعل المزيد لتلبية مطالب المحتجين الذين يريدون إنهاء فوريا لحكم مبارك المستمر منذ 30 عاما والقائم على حكم الفرد وكذلك تغييرات تشريعية شاملة. وردت حكومة مبارك على الولاياتالمتحدة بخصوص ما وصفته بمحاولات لفرض الإرادة الأمريكية على حليف مخلص في الشرق الأوسط قائلة إن الإصلاحات السريعة ستكون ذات خطورة بالغة حتى إذا استمرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. وتورد وسائل الإعلام الصينية الحكومية الخاضعة لرقابة شديدة من الدولة أنباء عن الاضطرابات في مصر لكنها تلغي التعليقات العامة ذات الطابع السياسي من المدونات الصغيرة خوفا من أن تنتقل دعوة الإصلاح في مصر إلى الصين. ويعكس موقف بكين ممانعة لانتقاد الحكومات الشمولية في العالم النامي وسياستها القديمة القائمة على التنديد بالتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية خاصة الانتقاد الخارجي للسياسات الصينية.