قلل خبيران سياسيان من تأثير تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله على خامنئى التى أبديا فيها دعمهما للثورة المصرية. الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكى، وهو أيضا عضو لجنة الحكماء، التى تقوم بجهود للتوصل إلى حلول وسط بين المتظاهرين المطالين برحيل الرئيس مبارك وبين السلطة، رأى فى تصريحات ل«الشروق» أن هذه التصريحات لن تجهض الثورة، فلا تأثير لسعى النظام المصرى لاستخدامها بغيية تصوير المظاهرات على أنها مدعومة إيرانيا أو من حزب الله. وقد أطل نصرالله أمس الأول بكلمة ألقاها فى مهرجان نظمته قوى متحالفة مع الحزب دعما للثورة فى مصر، اعتبر فيها أن ما يجرى «ثورة لرافضى الذل فى بلد أريد له أن يكون تابعا لإسرائيل»، مضيفا أنه يضع إمكانات حزبه تحت تصرف المحتجين، ومعتبرا ما يجرى «ثورة وطنية حقيقية كاملة يشارك فيها كل المصريين من مسلمين ومسيحيين ومن تيارات علمانية وإسلامية». وقبلها بأيام قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران خامنئى إن المظاهرات تشير إلى صحوة إسلامية فى مصر، وهو ما لقى إدانة شديدة من الخارجية المصرية والأزهر اللذين اعتبرا تلك التصريحات تخطيا للحدود وتدخلا صارخا فى الشئون الداخلية. ورأى الشوبكى أن ما قاله نصر الله وخامنئى «هو كلام يعكس وجهة نظريهما مثل جميع قادة العالم الذين علقوا على الأحداث، وإن كان يعبر عن عدم دقة رؤيتهما لما يحدث»، مشددا على أن «مصر تشهد ثورة مدنية بلا صبغة دينية». وكانت مصادر دبلوماسية مطلعة قد كشفت ل«الشروق» أن وزارة الخارجية المصرية بعثت بنص خطاب خامنئى إلى السفارات الأجنبية بالقاهرة لتوضح لهم وجود ما اصطلحت مؤخرا على تسميته بأيادٍ مندسة داخل الثورة. ما علق عليه الشوبكى بأن سعى الحكومة لإظهار الثورة على أنها مدعومة إيرانيا أو من جهات إسلامية هى محاولة رخيصة ولن تجدى نفعا. من جانبه، رأى المحلل السياسى اللبنانى طلال العتريسى فى اتصال هاتفى مع «الشروق» من بيروت، أن «الحساسيات كانت مأخوذة فى الاعتبار عند إلقاء كل من خامنئى ونصر الله لكلمتيهما، حيث جاءتا بعد مواقف أمريكا وأوروبا وحتى تركيا». المحلل المعنى بالشأنين الإيرانى واللبنانى أشار أيضا إلى عدم دقة الرؤية الإيرانية لما يحدث فى مصر، حيث إنه ما كان يجب إصباغ ما يحدث بالطابع الإسلامى، لكنه لفت فى ذات الوقت إلى أن «كلمة نصر الله كانت أكثر وضوحا فى توصيف القوى التى قامت بالثورة.. وحزب الله معنى بالتغيير فى مصر لأن كل التحليلات تفيد بأنه سيكون أفضل بالنسبة لحزب الله من الوضع الحالى». ما رد عليه الشوبكى بقوله: «يخطئ نصر الله أو حتى الأمريكان إذا كانوا يرون أن الثورة ستكون داعمة لمحور ضد محور.. الثورة ستجعل مصر دولة فاعلة فى إطار التزاماتها الدولية»، متوقعا أن تصبح مصر دولة اعتدال فاعلة أقرب للحالة التركية بحيث تكون قادرة على مواجهة السياسات الإسرائيلية سلميا والاختلاف مع أمريكا إذا اقتضى الأمر، وبناء نفسها من الداخل». وفى خطوة قد تحرج الحكومة الإيرانية التى سبق أن أيدت احتجاجات مصر وتونس, دعت المعارضة الإيرانية لتسيير مظاهرات حاشدة فى الرابع عشر من الشهر الجارى الجارى، تحت شعار تأييد التحركات الشعبية فى تونس ومصر، وذلك فى أول تحرك فى الشارع للمعارضة منذ أشهر، بعد أن تعرض أفرادها لحملة قمعية من السلطات إثر الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدى نجاد.