انتقد الصحفى البريطانى روبرت فيسك فى مقال بصحيفة الإندبندنت بعنوان «المدنيون يدفعون ثمن الحرب الجوية» الضربات الجوية التى تنفذها القوات الأمريكية فى أفغانستان على أساس أن أغلب ضحاياها من المدنيين الأبرياء. وقال فيسك تعليقا على مقتل أكثر من 100مدنى أفغانى فى غارة جوية أمريكية منذ أيام: «بالطبع سيكون هناك تحقيق، وسيقولون لنا إن المدنيين كانوا «دروعا بشرية» لطالبان، وسنقول إننا «نأسف بشدة» للأرواح التى راحت فى القصف، لكننا سنؤكد أن ما حدث كان خطأ الإرهابيين وليس خطأ طيارينا الأبطال ورجال القوات الخاصة فى البحرية الأمريكية». وتابع فيسك: «عندما دمر الأمريكيون منازل العراقيين فتحوا تحقيقا، وكذلك يحب الإسرائيليون التحقيقات، والتى نادرا ما تسفر عن شىء»، مضيفا نحن دائما على حق، وإذا كنا على خطأ فإننا نعتذر أحيانا، لكن بعدها نلقى اللوم على «الإرهابيين». وفى وصفه التكتيكات العسكرية قال فيسك: «نحن لا نخاطر بجنودنا على الأرض، ليس من أجل إنقاذ المدنيين، ولا من أجل شىء آخر، أطلقنا الفسفور فى الفلوجة وكذلك استخدمنا الدبابات فى النجف، وكنا نعرف فى الحالتين أننا نقتل الأبرياء، فى المقابل تفعل إسرائيل الشىء نفسه وتقول نفس الكلام، عندما نفذ حلفاؤها مذبحة صبرا وشاتيلا التى راح ضحيتها 1700 من اللاجئين الفلسطينيين فى 1982، وتكرر الأمر عند قتلها أكثر من ألف مدنى لبنانى فى حربها على لبنان فى صيف 2006، وهو ما فعلته أيضا بعد حربها على غزة فى يناير الماضى والتى راح ضحيتها أكثر من 1300 قتيل». ويضيف: «إذا قتلنا بعض المسلحين الذين هم «إرهابيون» بالطبع، سنردد نفس الحجة القديمة، كانوا يستخدمون المدنيين كدروع بشرية، وفى النهاية سيُلام «الإرهابيون»، فنحن الآن نتوافق فى التكتيكات العسكرية مع إسرائيل». وهناك شىء لاحظته مرارا: فسواء كان الضحايا مدنيين أبرياء أو إرهابيين، أو من طالبان، دائما اللوم يقع على المسلمين.