تتواصل الاحتجاجات والاعتصامات في العاصمة التونسية مطالبة باستقالة الحكومة، وفي المقابل بدأت أصوات كثيرة ترتفع مطالبة بحل يعيد الحياة إلى طبيعتها، واتجهت الأنظار إلى قائد الجيش التونسي رشيد عمار، الذي دعا إلى التهدئة، وحذر من اختطاف "الثورة". ويحتشد مئات من المواطنين القادمين من المناطق الداخلية للبلاد قبالة مقر الحكومة، متحدين درجة الحرارة المنخفضة، ويرفع بعض الشبان صورا لضحايا المواجهات الأخيرة، وشعارات تطالب الحكومة بالاستقالة سريعا. وذكر تقرير لموقع (تونس 24) نشره اليوم الأربعاء، أن المعتصمين ينصبون الخيام في المكان، وتدور بينهم نقاشات طويلة وحادة أحيانا حول المستقبل، فبعضهم واثق من أن الحكومة ستسقط، وآخرون تسرب إليهم الملل، وعادوا إلى المناطق التي جاءوا منها، فيما ينتظر آخرون حلا قريبا. ووفقا للتقرير، فإن الجميع يتحدثون عن تصريحات قائد الجيش، التي ألقاها أمس الأول الاثنين، بين المعتصمين قبالة رئاسة الوزراء، وأثارت تعليقات كثيرة. وأدلى بعض المحتجين بآرائهم حول تصريحات رشيد عمار وتوقعاتهم لما سيكون عليه الوضع خلال الأيام القادمة، حيث يؤكد عز الدين القبطني، أستاذ تعليم ثانوي من القصرين، أن رشيد عمار وعدهم بحماية ثورتهم، لكنه في الآن نفسه حذرهم من أن أطرافا قد تستغل وجود فراغ سياسي لتعيد "الديكتاتورية" من جديد. ويضيف القبطني متوجها بكلامه إلى بعض المعتصمين، "يجب أن نفهم أن الجيش سيدافع عن ثورتنا، وعلينا أن نثق به، وأن نعي جيدا حقيقة هذه المرحلة الدقيقة". غير أن بعض المعتصمين أكدوا أن خطاب قائد الجيش التونسي كان عاطفيا، ولا يحمل أية وعود فعلية، بل إن الجيش بدأ يتواطأ مع الحكومة المؤقتة، وقال السيد الزاير (29) موظف من محافظة القصرين (وسط غربي تونس)، "إن الغنوشي لعب البارحة ورقة رشيد عمار لتهدأتنا وتفريقنا، لكن سنبقى حتى يرحلوا". وتتحدث أوساط أخرى عن صيغة وفاق يقودها أقدم المعارضين التونسيين أحمد المستيري بشأن تشكيل مجلس يشرف على الحكومة المؤقتة، من أجل التحضير للانتخابات، وتلقى هذه المبادرة دعما من عدة أحزاب لقطع الطريق أمام خيار الجيش، وكذلك أمام التدخلات الخارجية.