اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بعدة قضايا مصرية، أهمها انتشار عدوى محاولة الانتحار حرقا في مصر ووفاة أحد الضحايا متأثرا بحروقه، وطرح الإخوان المسلمين لخمسة مطالب تحمي مصر من "الفوضى"، ومطالب المعارضة باستمرار النضال، وأثر نشر الموازنة العامة على المواطن البسيط، وأخيرا التغيير المفاجئ في قيادات الصحف القومية. عدوى الانتحار حرقا تنتشر في مصر ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية، أن الأزهر أعاد تذكير المواطنين بتحريم الإسلام للانتحار لأي سبب كان، وذلك بعد محاولات من 5 مواطنين، أمس الثلاثاء، للانتحار حرقا، على طريقة محمد البوعزيزي، الشاب التونسي الذي لقي حتفه بعد أن أضرم النار في نفسه، وكان سببا في اندلاع الغضب الشعبي بتونس. وكان آخر ضحايا الانتحار هو الشاب أحمد هاشم السيد (25 سنة) الذي مات متأثراً بحروق من الدرجة الثالثة، بعد أن أشعل النار في نفسه بسبب البطالة. وكما فعلت المصادر الأمنية مع أول حالة انتحار من نفس النوع، أعلنت الشرطة أن الشاب أيضا يعاني مرضاً نفسياً منذ سنة. وفي اليوم نفسه، قام محام يبلغ من العمر 50 عاما، وقبله بست ساعات محاسب متقاعد، بمحاولة الانتحار حرقا أمام مجلس الشعب في وسط القاهرة، وأنقذهما المارة ونقلا إلى مستشفى المنيرة العام، التي أصبحت تتلقى مثل هذه الحالات بشكل يومي ومتكرر. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن ميكانيكيا يعمل بهيئة البريد في الإسماعيلية حاول إضرام النار في نفسه داخل مكتب مديره، احتجاجا على إحالته للتحقيق، إلا أن زملاءه تمكنوا من منعه. وأمام مقر نقابة الصحفيين بالقاهرة، حاول موظف بشركة "مصر للطيران" إشعال النار في جسده، احتجاجا على إهدار حقوقه المالية لدى الشركة التي يعمل بها. وكانت أولى محاولات الانتحار حرقا يوم الاثنين الماضي، عندما أضرم مواطن النار في نفسه أمام البرلمان عندما فشل في الحصول على الخبز لإدارة مطعمه الشعبي الصغير. الإخوان يطرحون 5 مطالب لتجنب "الفوضى" ذكرت صحيفة "القبس" الكويتية، أن جماعة الإخوان المسلمين طرحت أمس خمسة مطالب عاجلة أمام النظام، يجب العمل بها لتتجنب مصر أزمات عديدة، منها الانزلاق إلى الفوضى. وقال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الدكتور محمد مرسي إنه إذا كان النظام حريصا على الاستجابة لمطالب الشعب، ودعم الاستقرار في البلاد، فيجب عليه العمل بهذه المطالب، وهي: إلغاء حالة الطوارئ، وحل البرلمان المزور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتعديل المواد الدستورية المشوهة، وهي المادتان 76 و77 المتعلقتان بشروط ومدة رئاسة الجمهورية، والمادة 88 المتعلقة بالإشراف القضائي على الانتخابات، وإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية طبقا لهذه التعديلات، وإقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستجيب لمطالب الشعب المصري. والمعارضة تطالب الشعب المصري بالنضال ذكرت "الجريدة" الكويتية أن البرلمان الشعبي الذي يضم نواباً سابقين رسبوا في الانتخابات الأخيرة، طالب في أول بيان رسمي له بعد تأسيسه، كل أبناء الشعب المصري ب"النضال من أجل تغيير جذري للأوضاع المتردية الراهنة، ومن أجل بناء نظام سياسي اقتصادي جديد قادر على وضع حلول عملية حقيقية لما تواجهه البلاد من كوارث وتحديات، وعلى فتح بوابات الأمل أمام المواطنين، بدلا من دفعهم إلى طلب الموت، هرباً من حياة بائسة، لا قيمة لها ولا معنى". نشر الموازنة العامة بلا فائدة للمواطن أثارت صحيفة "الوطن" القطرية قضية طرح الموازنة العامة للدولة للنشر، لمنع اللغط حول إنفاق الحكومة على الخدمات العامة، حيث قال أساتذة الاقتصاد إن الموازنة تهم فقط من يفهمونها، لكنها لا تفيد المواطن البسيط لأنها لا تهمه، فكثير من المواطنين لا يعرفون حتى معنى "الموازنة العامة". واستنكر الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر التكاليف الباهظة لنشر الموازنة، قائلا إن "تصريح وزير المالية بأن المواطن سيقدم اقتراحاته وسيكون هناك نوع من اللامركزية في إدارة موارد الدولة نوع من "الكذب" على المواطنين، فكل سياسات الوزارة تجري وفقا لرغبات وأوامر الوزير". قيادات جديدة للصحف القومية قالت "الشرق الأوسط" إن مجلس الشورى وافق أمس على مد الخدمة، لمدة سنة إلى 5 سنوات، لبعض رؤساء المؤسسات الصحفية، كان على رأسهم: عبد المنعم سعيد بالأهرام، وعبد القادر شهيب بالهلال وعبد الله حسن بوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وتم تعيين محمد بركات رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم، وتعيين ياسر رزق رئيسا لتحرير الأخبار، ومصطفى محمد عبد الله بدلا من جمال الغيطاني لجريدة أخبار الأدب. من ناحية أخرى، عين رضا إدوارد رئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور، طلعت رميح رئيسا لتحرير الصحيفة، خلفا لإبراهيم عيسى، الذي كان رئيس تحرير الدستور منذ عام 1995.