اعتاد مجلس إدارة اتحاد كرة القدم فى كل مناسبة صغيرة كانت أو كبيرة على أن ينسب لنفسه حقوق ملكية إنجازات المنتخب الوطنى الأول وبالتحديد الفوز بلقب بطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية بدأت مع بطولة (2006) بالقاهرة رغم أن المجلس الحالى لم يأت لرأس الهرم الكروى فى مصر إلا فى يونيو (2005).. ولا أدرى كيف استطاع هذا المجلس أن يضع بصمته ويصنع إنجازات بعد أربعة أشهر من توليه قيادة الجبلاية، بينما يفشل فى تحقيق أى شىء يذكر لمستقبل الكرة المصرية، وأقصد طبعا بطولات الناشئين والشباب والمنتخب الأوليمبى خلال 6 سنوات قضاها فى منصبه.. وكيف يكون لهذا المجلس أن يسلب حقوق غيره بدم بارد وبدون إعادة الحق لأصحابه أو حتى الاعتراف بفشله وانكساراته التى ستعلق بكل تأكيد فى رقبة غيره بعد عدة سنوات من الآن. هذا ما تذكرته بالتحديد عندما تابعت منتخبنا الوطنى للناشئين فى بطولة الأمم الأفريقية وهو يخرج من الدور الأول بفوز وحيد على السنغال وخسارتين أمام رواندا وبوركينا فاسو.. نعم تذكرت كل ما يقولونه وينسبونه لأنفسهم.. وتذكرت أيضا ماذا فعله (الرجل المحترم نظيف اليد) اللواء الدهشورى حرب للكرة المصرية، وما قدمه من أجيال متعاقبة كانت فى الأساس العصب الأساسى للمنتخب الوطنى الأول، الذى فاز بألقاب الأمم الأفريقية ثلاث مرات.. ولا أخص منهم اللاعبين فقط بطبيعة الحال.. بل والمدربين أيضا.. أى أن العمل كان فى خطين متوازيين.. إعداد لاعبين وصناعة مدربين. مجلس اللواء حرب كان صاحب الفضل الأول والاخير فى إنجازات الكرة المصرية فى بطولات الأمم الأفريقية الثلاث الأخيرة.. لأنه بكل إيجاز قدم لمصر ثلاثة منتخبات للشباب أبدعت فى بطولات الأمم وتأهلت لنهائيات كأس العالم.. جيل قاده شوقى غريب.. وآخر قاده حسن شحاتة.. وثالث كان مع محمد رضوان وكلها أجيال ظهرت قبل وفى أثناء عام (2005).. لكن هذه الأجيال أكملت طريقها وإنجازاتها على مستوى الكبار فى ظل وجود المجلس الحالى.. وشاهد الجميع امتزاج منتخبى عماد متعب وعمرو زكى وحسنى عبدربه وفتحى مع جيل محمد شوقى وزيدان.. وتناغم جهاز شوقى غريب مع حسن شحاتة فيما يشبه التزاوج الفنى الذى أنجب ألقابا أعد لها وصنعها رجال أوفياء اختاروا الطريق قبل الصديق.. وجاءوا بالمدرب وأعدوه كى ينجح فى صناعة النجوم ورعاية الموهوبين. إذن فمجلس حرب الدهشورى كان فيه رجال صدقو ماعاهدوا الوطن عليه.. وصنعوا المستقبل ولم ينعموا برحيقه.. أما رجال المجلس الحالى فكان همهم الأول أن يجنوا ثمارا لم يصنعوها وصدعوا رءوسنا بأنهم صناع الانجازات وعازفوا سيمفونية النصر للكرة المصرية ونسوا أو ربما تعمدوا النسيان أن أيديهم ملطخة بفشل أجيال وأجيال من منتخبات الناشئين والشباب كان لابد أن اذكرها كى يتذكرها من يأت من بعدهم.. لأن القادمون بكل تأكيد لن يجدوا مستقبلا للكرة المصرية قياسا بحجم الانكسارات والتراجعات الذى وقع خلال الخمس سنوات الماضية والسنة الحالية مع المجلس الحالى.. ففى عام (2006) خرج منتخب الناشئين من التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم.. وفى (2007) خرج منتخب الشباب من الدور الأول لبطولة الأمم.. وفى نفس العام ودع المنتخب الأوليمبى التصفيات الاوليمبية من الدور الثانى.. ثم خرج الفريق ذاته من دورة الألعاب الأفريقية فى نفس العام أيضا.. وعلى نفس الوتيرة سقط منتخب الشباب عام (2009) بقيادة سكوب فى نهائيات الأمم الأفريقية.. ثم خرج من دور ال16 فى كأس العالم التى شارك فيها باعتباره البلد المضيف.. وأخيرا خرج منتخب الناشئين منذ أيام. ولا أرى فى كل هذه الانكسارات للمنتخبات الصغيرة إلا شكلا من أشكال الإهمال.. الإهمال الجسيم.. من جانب مجلس إدارة يهتم فقط بالترويج لنفسه والاهتمام بعمليات التسويق والبيع والشراء.. والمزايدات والمناقصات.. أما مستقبل الكرة فلا يهم.. ولما لا وقد استقر الجميع داخل الجبلاية إلا القليل منهم على أنهم راحلون تحت سيف قانون ال8 سنوات.. وعلى من يأتى بعدهم أن يجنى ثمارا مرة.. على طريقة الهروب من المستقبل.