لا يستطيع أحد أن ينكر الإنجازات العديدة التي حققها المنتخب الوطني في الفترة الماضية وتحديداً في عهد تولي سمير زاهر رئاسة اتحاد الكرة، وفرض المنتخب هيمنته علي القارة الأفريقية وفاز بثلاث بطولات أفريقية متتالية حيث فاز ببطولة الأمم الأفريقية 2006 بمصر، ثم فاز ببطولة غانا 2008 وأخيرا فاز بلقب أنجولا 2010 ليحصد البطولة للمرة السابعة في تاريخه، وعلي الرغم من هذه الإنجازات التي أدخلت البهجة علي الجماهير المصرية، وسطرت اسم مصر بحروف من ذهب في التاريخ، إلا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة ارتكب العديد من الأخطاء والمخالفات وتستر وراء إنجازات المنتخب. وهناك العديد من المشاكل التي تعاني منها الرياضة المصرية، وفشل اتحاد الكرة في إيجاد حلول لها وجاءت إنجازات المنتخب لتغطي علي هذه المشاكل والخلافات الموجودة بين أعضاء مجلس إدارة الجبلاية. وكانت أول مشكلة فشل اتحاد الكرة في حلها هي أزمة البث الفضائي والصراع الدائم بين الأندية والتليفزيون واتحاد الكرة بسبب حسم بث مباريات الدوري، وعلي الرغم من قيام مجلس إدارة اتحاد الكرة بعقد العديد من الاجتماعات المتتالية مع مسئولي الأندية ومسئولي الإذاعة والتليفزيون، إلا أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن حل لهذه المشكلة مما دفع أندية الدوري للخروج من عباءة اتحاد الكرة وقاموا بتشكيل رابطة لأندية الدوري لم يتم الإعلان الرسمي عن تشكيلها حتي الآن، وتهدف هذه الرابطة للحصول علي حقوق جميع الأندية وعائد مناسب نظير بث مباريات الدوري في ظل فشل اتحاد الكرة في حل أزمة البث الفضائي. وكان إخفاق المنتخب في الوصول لمونديال 2010 أحد أهم الانكسارات التي شهدتها الكرة المصرية في عهد مجلس إدارة اتحاد الكرة، وعلي الرغم من فوز الفراعنة ببطولة الأمم الأفريقية إلا أن هذا الإنجاز لا يمكن أن يعوض إخفاق المنتخب في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا. وأثناء مشوار المنتخب في التصفيات المؤهلة للمونديال تعرضت بعثة الفراعنة في الجزائر لحالات تسمم في مباراة الذهاب أمام منتخب الخضر، إلا أن مجلس إدارة الاتحاد لم يتحرك، وضاع حق المنتخب.. في الوقت الذي أقام فيه مسئولو الجزائر الدنيا علي اتحاد الكرة المصري بعدما تعرض أتوبيس الفريق الجزائري للقذف بحجر واحد أثناء تواجد منتخب الخضر بالقاهرة لخوض لقاء العودة، وأصبح المنتخب المصري مهددا بتوقيع عقوبات عليه في ظل تكاسل مسئولي الجبلاية. وبعيدا عن إخفاق المنتخب في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا شهدت الفترة الماضية خلافات بين أعضاء اتحاد الكرة بعضهم البعض بسبب قرار الجمعية العمومية للاتحاد بإلغاء إشراف أعضاء مجلس إدارة الجبلاية علي لجان الاتحاد، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل وصلت إلي وجود مخالفات مالية داخل الجبلاية، وكان أكبر دليل علي ذلك هو الخطاب الذي تلقاه مجلس إدارة اتحاد الكرة من الجهاز المركزي للمحاسبات يستفسر خلاله، وبعض المصاريف التي تم إنفاقها دون وجه حق. ومن الخطايا الأخري لاتحاد الكرة، والتي فشل مجلس الجبلاية في حلها حتي الآن مسألة فساد اللوائح والقوانين داخل الجبلاية ووضح ذلك بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، في قضية محمد ناجي «جدو» لاعب الاتحاد السكندري والذي وقع علي عقود انتقال للزمالك بداية من الموسم المقبل علي الرغم من أنه قام بتوقيع عقد جديد مع الاتحاد السكندري، وخرج مسئولو اتحاد الكرة منقسمين حول موقف اللاعب، فمنهم من أكد أن اللاعب من حق الاتحاد، والبعض الآخر أكد أن جدو من حق الزمالك، ومازالت القضية معلقة لحين انتهاء الموسم الحالي. وبالإضافة إلي كل المخالفات السابقة، والإخفاقات التي حدثت في عهد سمير زاهر، مازال التحكيم المصري مشكلة الكرة المصرية، وشهدت الأيام القليلة الماضية أزمات في الملاعب خلال مباريات الدوري بسبب التحكيم. والغريب أن مجلس إدارة اتحاد الكرة يكتفي بالمشاهدة فقط دون التدخل لإنهاء هذه المشاكل ويكتفي سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة بالإنجازات التي حققها المنتخب في الفترة الماضية ويستخدم هذه الإنجازات ليتواري خلفها.