تسدل محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، فى قنا، غدا الأحد، الستار على القضية رقم 21 لسنة 2010، المعروفة إعلاميا بمذبحة نجع حمادى، والتى راح ضحيتها 6 أقباط ومسلم وأصيب فيها 9 آخرون فى 6 يناير الماضى بعد خروجهم من قداس عيد الميلاد والمتهم فيها كل من حمام الكمونى وقرشى أبوالحجاج وهنداوى السيد. تعقد الجلسة برئاسة القاضى محمد فهمى عبدالموجود وعضوية القاضيين محمود عبدالسلام ومعوض محمد محمود وبحضور المستشار أحمد عبدالباقى، رئيس النيابة الكلية، وسط مخاوف حقوقية من استغلالها سياسيا، خاصة بعد حادثتى تفجيرات كنيسة القديسين وقطار سمالوط. وكانت المحكمة قد استمعت فى جلستها السابقة لمرافعات دفاع المتهمين الذين دفعوا بعدم معقولية الواقعة وعدم تصورها كما جاءت فى محاضر الشرطة، لافتين إلى تناقض أقوال الشهود حول رؤيتهم للمتهمين الثلاثة وقت الحادث، والسيارة المستخدمة، وأقوال بعضهم بأنهم شاهدوا السيارة المستخدمة بدون لوحات. وشكك دفاع المتهم الثالث هنداوى فى اعترافات المتهم السابقة أمام النيابة، وقال إنها جاءت نتيجة ضغوط أمنية مورست عليه. وفجر الدفاع مفاجأة أمام المحكمة بأن حمام الكمونى، المتهم الرئيسى، يعانى من مرض شلل الأطفال فى رجله، مما يستحيل معه قيادة السيارة وإطلاق الأعيرة النارية فى وقت واحد. ودفع الدفاع بعدم اختصاص محكمة أمن الدولة العليا بنظر القضية وبطلان قرار الإحالة وتحليل أحشاء المجنى عليهم وهو ما رفضته المحكمة وأجلت القضية لجلسة الغد للنطق بالحكم. وقال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى وتوابعها، إنه متوجس خيفة من حكم الغد فى قضية مذبحة نجع حمادى، موضحا بأن الحكم الصادر سيتسبب فى غضب عارم، سواء أكان بالبراءة أو الإعدام. وقال أسقف نجع حمادى فى تصريحات خاصة ل«الشروق»: «ربنا يستر أنا خايف من اليوم ده وحاطط إيدى على قلبى، فحكم الإعدام سيغضب أنصار الكمونى وقد يدفعهم للانتقام، مما يعنى تكرار مشهد المذبحة مرة أخرى، وحكم البراءة سيؤدى لرد فعل غاضب من أسر الضحايا وغيرهم من الأقباط وسيقومون بمظاهرات ربما تصل لأعمال شغب وفى الحالتين ستكون هناك خسائر». وطالب الأنبا كيرلس الأجهزة الأمنية بتشديد الحراسات حول الكنائس واتخاذ الاحتياطات اللازمة فى المنطقة كلها فى الفترة القادمة، قائلا: «النفوس لسه شايلة وعندنا أولاد جهلة مش بيسمعوا الكلام، وفى الناحية الأخرى أيضا، ويجب أن يكون الأمن شديدا ويتدخل بكل قوته لمنع أى شر ممكن أن يقع بين الطرفين». وحول الأحداث التى شهدها قطار سمالوط، حمل أسقف نجع حمادى الأجهزة الأمنية مسئولية الحادث، وقال: «أنا بتعجب على تصريحات الشرطة، فإذا كان المتهم مريضا نفسيا ومعتوها وسبق اتهامه بضرب زميله، ليه سيبين السلاح معاه؟ وليه مستمر فى عمله؟ وفين الحراسة الموجودة بالقطارات مثلما كانت موجود أيام الإرهاب؟». وقال الأنبا كيرلس إن هذه الأحداث تسىء لسمعة مصر ويجب أن تكون هناك حلول قاطعة، لا مجرد مسكنات كى نقى كل مصرى من الشر ونوفر له الأمان»، وتابع: «نحن بحاجة إلى علاج مثلما يفعل الأطباء مع مريض السرطان ببتر الجزء المصاب وليس استخدام المخدر والمسكن فقط».