أفاد شهود عيان ومصادر نقابية بأن شابا تونسيا قتل وأصيب سبعة آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، عندما فتحت قوات الأمن النار، اليوم الأحد، على محتجين في مدينة الرقاب التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، وسط غرب تونس. وتشهد عدة مدن تونسية منذ النصف الثاني من ديسمبر 2010 اضطرابات واحتجاجات اجتماعية على خلفية البطالة وغلاء الأسعار. وقال سكان ونقابيون في المدينة لوكالة الأنباء الألمانية، إن رءوف الكدوسي (33 عاما) قتل برصاص الأمن وأصيب سبعة آخرون بجراح، بينهم ثلاثة حالتهم "خطيرة"، عندما فتحت قوات الأمن النار على عدد من الأهالي الغاضبين والمحتجين على "تعنيف" أحد رجال الأمن لأحد سكان المدينة. وأكدوا أن "كل أهالي المدينة" خرجوا إلى الشوارع حاملين جثة القتيل ورددوا شعارات "معادية للسلطات"، وأن "فوضى عارمة وأعمال تخريب وحرق عمت كامل المدينة"، وأن الأمن استعمل بشكل مكثف القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت في وقت سابق، اليوم الأحد، مقتل اثنين من "المشاغبين" وإصابة ثمانية آخرين بجروح "متفاوتة" الخطورة، وإصابة "عديد من أعوان الأمن بحروق وجروح مختلفة"، من بينهم "ثلاثة في حالة خطيرة" خلال مواجهات دامية جرت، ليل السبت واليوم الأحد، بين "مشاغبين" وقوات الأمن في مدينة تالة (250 كم غرب العاصمة تونس) التابعة لمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر، التي تشهد منذ أيام اضطرابات اجتماعية على خلفية البطالة وغلاء المعيشة. وأعلن الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، في خطاب توجه به إلى الشعب التونسي في 28 ديسمبر الماضي أن "لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير، أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله". وقال: إن "القانون سيطبق بكل حزم" على المشاغبين والمتورطين في أعمال العنف.