تعيش أسرة سامية عبدالعزيز المسلمة وأسرة ناهد جورج القبطية تحت سقف بيت واحد، وكما تقول ناهد جورج ربة الأسرة القبطية التى تسكن أحد شوارع خالد بن الوليد: «نعيش سويا أنا وجيرانى المسلمين منذ طفولتى ويغلق علينا باب واحد فى آخر اليوم، لم أشعر بالفرق بين الديانات ونتشارك فى جميع المناسبات، الأحزان قبل الأفراح، فأتذكر فى وفاة والدى وقف بجوارى جميع جيرانى وزملائى المسلمين وقفة الأهل مع ذويهم». وتضيف ناهد أنها تحرص فى كل المناسبات والأعياد هى وجارتها المسلمة المجاورة لها فى سكنها على الذهاب لشراء ملابس العيد لأولادهم وكأنه عيد واحد دون فارق هو عيد من فيهما، مشيرة إلى اعتيادها هى وأسرتها صيام شهر رمضان والتجمع على مائدة واحدة مع جيرانهم ومشاركتهم لمناسكهم الدينية التى يشعرون من خلالها بأنهم أسرة واحدة دون فارق فى أى شىء. وبصوت منخفض يتخلله الحزن قالت ناهد من قام بحادث تفجيرات القديسين هدفه الأساسى هو ضرب الوحدة الوطنية وإثارة البلبلة لأغراض دفينة غير مبررة واصفة من قام بهذا العمل بالشيطان الذى دخل بين المصريين وسوف ينجح فى تحقيق أهدافه إذا ظل غياب الوعى بما يريده العمل الإرهابى الكافر من تفكك للوحدة الوطنية. وتضيف شيرين احد أفراد الأسرة القبطية والمقيمة فى نفس المنزل أنها كانت تقوم بترك أولادها الصغار عند جارتها المسلمة المجاورة لها عند خروجها من البيت وكانت تعتمد عليها فى إطعامهم ونومهم لتعلقهم الشديد بها، مشيرة إلى أن أول من يقوم بتقديم التهانى لها فى جميع المناسبات هم جيرانها المسلمون مقدمين الهدايا والمعايدات، مؤكدة أنها لم تشعر بالدفء الأسرى والأمان دون الوجود وسط إخوانها وأصحابها المسلمين التى تربت وسطهم دون الخوف من أى فتنة أو الشعور بأى فارق فى الديانات. وفى السياق ذاته قالت سامية عبد العزيز الجارة المسلمة المجاورة لناهد «لم اشعر فى يوم بفارق فى الديانات فكلنا نعيش تحت سقف واحد كأسرة واحدة، ونأكل من طبق واحد وأولادنا تربوا سويا وساروا إخوة يقفون إلى جانب بعضهم فى الشدائد والمحن، لافتة إلى أن أسرة ناهد أول من يقوم بتقديم الهدايا لأولادها فى الأعياد والمناسبات فلم يفت على أسرتها أى شهر من شهور رمضان إلا وقامت بتقديم الفوانيس لأولادها حتى بعد أن تخطوا سن الطفولة وصاروا شبابا، فضلا عن كحك العيد الذى تقوم بصناعته خصيصا لهم لتشاركهم كل أفراحهم بروح الأسرة الواحدة. وبضحكه حزينة بسبب ما حدث من تعديات على كنيسة القديسين تتذكر سامية أن من أنقذ ابنتها من الموت عندما قامت بشرب مادة كاوية عن طريق الخطأ هو ابن جارتها القبطية، وحملها إلى المستشفى وظل مرافقا لها هو وجميع أفراد أسرته حتى اطمأن عليها، بالإضافة إلى أنه عند وفاة والدها زوج جارتها القبطية هو من قام بالوقوف على مناسك الغسل والكفن لأنها لم تستطع الوجود فى هذا الموقف لصعوبة على قلبها، كما أكدت سامية أن هذه الأسرة من اقرب الأسر إليهم فى مكان سكنهم ودائما يتعاملون بروح الشخص الواحد ذات الهدف المشترك الذى يؤكد دائما أن شعار الهلال مع الصليب مازال قائما وحقيقيا مهما حاول بعض الكفار من تمزيقه. وفى صوت واحد قالت ناهد وسامية «سنظل سويا مهما حدث ولم نسمح لأى عدو تحقيق أهدافه بتفكيكنا ولم يفرقنا شىء حتى بعد موتنا سيسير أولادنا على نهجنا بسبب الحب الذى قمنا بزراعته بداخلهم تجاه بعضهم البعض فنحن أولاد وطن واحد ومهما اختلفت دياناتنا مصريتنا تقربنا».