سلوي فتحي يصعب علي الآخرين ان نعيش في مناخ هادئ يسوده الحب والود والاخاء تحت مظلة من الأمن والأمان ننعم بها دون الكثير من غيرنا فاجتهدوا وحاولوا تعكير صفو حياتنا بتلك العملية الارهابية ليلة رأس السنة الميلادية.. فماذا عن وقع هذا العمل الآثم علي المرأة المصرية.. وحكاياتها مع ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية علي مدار السنين.. وكيف يمكنها الحفاظ علي هذا المبدأ من موقعها في مجال عملها؟.. تعالوا نسمع اراءهن في السطور التالية: الفنانة سميرة أحمد: تقول بإحساسها المرهف كفنانة. أنا حزينة.. حزينة واقدم من خلال الجريدة الغراء الأهرام تعازي جميع أسرتي لكل اهالي الضحايا ولنفسي ايضا وكل المصريين لأننا نسيج واحد وما حدث شيء مؤسف وفتنة مستوردة لأننا طوال عمرنا نعيش مع بعضنا البعض اخوة متحابين متعاونين في كل مجالات الحياة بكل حب واحترام. وبنبرة يملؤها الحزن والأسي قالت سامية محرز سكرتير عام مساعد محافظة البحر الأحمر: الحادثة مفجعة لنا جميعا كمصريين لأننا في مصر دائما ننعم بالأمن والأمان ومهما كنا نعاني من مشاكل حياتية يومية فانها كانت تمر علينا مرور الكرام طالما نعيش في بلد آمن.. والله يكون في عوننا جميعا لهذا الحادث الأليم الذي اختلطت فيه الدماء وأصبح الدم واحدا ولا يعرف المسيحي من المسلم في الضحايا. وتتذكر سكرتير عام مساعد محافظة البحر الأحمر عندما كانت تعيش مع اسرتها في طفولتها وصباها في الهرم بالجيزة وكان الدور في منزلهم به شقتان وكانت الشقة التي امامهم لجيران مسيحين انكل يوسف وتانت اوجيني كما كانت تناديهما وتقول كانت ابنتهما ناهد اعز صديقة لي وكانت عندما تشعر بالارهاق والتعب تأتي لماما وتقول لها: ارقيني ياتانت وكنا طوال اليوم مع بعضنا البعض انا واخوتي وهي واخواتها وكان والدها رحمه الله حريصا علي مشاهدة حديث الشيخ الشعراوي يوم الجمعة في التليفزيون.. وقبل الحادث بثوان اتصلت بي شقيقتي وقالت لي: انا لسه معيدة علي ناهد واختها هالة وتستطرد قائلة: وعندما كنت رئيس حي شرق المنصورة في مدينة نبروه كان هناك موظف لا يناديني إلا بأمي والعلاقات دائما بيننا يسودها الود والحب والأخوية. وبثقة شديدة تقول د.جورجيت قلليني عضو مجلس الشعب السابق وعضو المجلس القومي للمرأة وعضو مجلس حقوق الانسان ان مصر كلها حزينة ولكن اهالي الضحايا حزنهم اكبر بالتأكيد وما خفف من حزنهم تصريحات الكثيرين من المسلمين والتي كانت بمثابة بلسم لدرجة انني كنت ادمع من فرط مشاعرهم الايجابية تجاهنا كمسيحيين. وبمناسبة تلك المشاعر الايجابية لم تنس د. جورجيت يوم فرح ابنتها عندما سلمها لعريسها داخل الكنيسة المستشار عبدالرحمن محسن.. وتقول: ليس هذا فقط بل حياتي كلها تقريبا مع اخواني المسلمين حيث كان عملي قبل مجلس الشعب في القضاء بوزارة العدل وكان وزير العدل السابق المستشار فاروق سيف النصر يعتبرني ابنته وكنت أشعر تجاهه بمشاعر الأبوة الجميلة لدرجة أنهم كانوا يسمونني جورجيت سيف النصر.. وكذلك المستشار د. عادل قورة رئيس المجلس الأعلي للقضاء السابق والمستشار سري صيام رئيس المجلس الأعلي للقضاء حاليا وكانوا يعاملونني جميعا كأني اختهم المدللة حيث كنت ومازلت اكن لهم كل الأحاسيس الأسرية الجميلة. ومن القلب قالت د. عواطف سراج الدين التربوية ورئيس جمعية حياتي ان الحادث سبب لنا جميعا منتهي الانزعاج بأن نبدأ السنة الجديدة بمجزرة لا انسانية تتوه فيها الأشلاء وتمتزج الدماء ولاتفرق بين مسلم ولا مسيحي.. منظر بشع تقشعر له الأبدان.. وتستطرد قائلة: مصر مستهدفة واعداؤنا ينتظرون مثل هذه الاحداث الغريبة علينا وتلك المصطلحات التي لم يكن لها وجود في الشارع المصري كالفتن الطائفية واضطهاد المسيحيين ويتعمدون ترديدها بين الحين والآخر لبث الذعر في الشارع المصري.. وإن كان ذلك لاينال منا كنسيج واحد طوال حياتنا.. واتذكر عندما بدأنا بناء مسجد في شبرا الخيمة في حياة الراحل ياسين سراج الدين ساهم المسيحيون في شراء النجف للمسجد.. ومن جانبنا نحضر دائما افراحهم واحزانهم وتعميد اطفالهم في الكنائس.. وهم كذلك يشاركوننا في كل المناسبات.. ومن واقع موقعي كتربوية اري انه قد آن الأوان أن نوضح للتلاميذ في المدارس انه ليس هناك ما يسمي بالفتنة الطائفية وليس هناك فرق بين المسلم والمسيحي وان جميع الأديان تنادي بالأخلاق الحميدة حتي نملك الدروع البشرية والثقافية التي تستطيع أن تحمينا من أي محاولات لتفريقنا كمصريين. وتناشد جمالات رافع عضو مجلس الشعب السابق ونائب رئيس النقابة العامة للصناعات الغذائية كل مصري ان يتمسك بوحدة بلده وتقول: هذا الواقع المؤلم ألم بنا جميعا كمصريين نساء ورجال وهذه مخططات مستهدفة أمن واستقرار واقتصاد مصر ولذا علينا جميعا ان نتسلح بالهدوء والعقلانية واليد الواحدة حتي نواجه هذه المخططات ونحافظ علي بلدنا.. وتستطرد قائلة: عندما كنت نائبة كنت اخدم المسيحي قبل المسلم وايضا قبل أن أكون نائبة وحتي الآن معي زملائي في المصنع من المسيحيين والمعاملة بين الجميع حسنة ومنهم من اخترته معي في اللجنة النقابية ويشغل منصب سكرتير عام اللجنة النقابية فذلك من حقه كمواطن وايضا حقه الدستوري أن يمثل زملاءه طالما علي قدر هذه المسئولية. وتتوقف رافع امام مشهد المسلمين والمسيحيين الذين يقفون في انتظار دورهم للتبرع بالدم للمصابين وتقول: ليس هناك ابلغ من ذلك المشهد لتأكيد روح المواطنة والوحدة الوطنية بيننا كمجتمع مصري.. وتتذكر زميلاتها المسيحيات في المراحل الدراسية عندما كن يرفضن تناول الطعام في رمضان حفاظا علي مشاعرهن كمسلمات صائمات. ولا يسعنا هنا إلا أن نؤكد انه لم ولن ينال الإرهاب منا مهما تعددت صوره وتلونت اشكاله وسنظل دائما مسلمين واقباطا في مصرنا الحبيبة رمزا قويا للوحدة الوطنية يشار إليه بالبنان وتحتذي به الدول الأخري.