تتناقل الهواتف المحمولة هذه الأيام رسائل تدعو إلى تخزين الطعام والمياه تحسبا لاحتمال انتشار وباء إنفلونزا الخنازير، بعدما ملأت أخبارها الصحف ونشرات وبرامج التليفزيون، حتى أصبحت شاغلا للجميع. ومثل هذه الدعوة التى تحتاط لموقف يطالب فيه الناس بعدم الخروج من بيوتهم (كما حدث فى المكسيك) تعنى أن بيننا من لم يفرق بين سلوك أناس فى مجتمعات لم يصل إليها الوباء، ومن ثم ليس عليهم أكثر من أن يكونوا واعين بالمرض ومحتاطين له، وبين سلوك بلاد حل بها المرض، وتعين على الجميع أن يهبوا للدفاع عن أنفسهم ضده، أصحاء كانوا أم مصابين. تحدثت مع أربعة من الخبراء حول ما ينبغى عمله فى البلاد التى لم يصل إليها الوباء كالعالم العربى، هم الدكتور هيثم الخياط كبير مستشارى المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور حسن البشرى المستشار الإقليمى للأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية، والدكتور زهير الحلاج المدير السابق لقسم مكافحة الأمراض السارية، والدكتور أسامة رسلان رئيس قسم الميكروبيولوجى بكلية طب عين شمس. والتقت آراؤهم على النقاط التالية: إن الخنزير هو الكائن الوحيد الحامل لثلاثة فيروسات فى وقت واحد، لإنفلونزا الخنزير وإنفلونزا الطيور والإنفلونزا التى تصيب البشر. بالتالى، فالاحتكاك به يمكن أن يفاجئنا بجيل متطور ومهجن من الفيروسات لم يخطر لأحد على بال، ويحتاج توفير المصل الواقى أو المعالج له إلى فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر. إن أحد أسباب الهلع الراهن أن البعض يتحدث عن كارثة وباء الإنفلونزا الذى حل فى عام 1918 وأدى إلى وفاة نحو 40 مليون شخص، وهؤلاء ينسون أنه منذ ذلك الحين وحتى الآن تطور البحث العلمى بشكل كبير يمكن المختصين من مواجهة الأوبئة وتوفير اللقاحات والعلاجات اللازمة للحد من خطورتها. إن إنفلونزا الخنازير أقل خطرا من إنفلونزا الطيور، فنسبة الوفيات فى الأولى تتراوح بين واحد و3٪، فى حين أن نسبة الوفيات فى الثانية 40 و60٪. إن إنفلونزا الخنازير إذا كانت بعيدة عنا الآن، فسوف تصل إلينا خلال فترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، ويقدر للوباء أن يصيب ما بين 10 و15٪ من السكان. مادام أنها لم تصل إلينا حتى الآن فليس مطلوبا من الناس أكثر من الحذر من عدة أشياء فى مقدمتها ما يلى: تجنب المصافحة بالأيدى أو تبادل القبلات، وحبذا لو آثر الناس المصافحة على الطريقة اليابانية «بضم الكفين والانحناء الخفيف»، والعناق على الطريقة السودانية، التى لا تتجاوز لمس الكتف باليد النظافة المستمرة بغسل الأيدى بالماء والصابون بعد ملامسة أى شىء تجنب السعال أو العطس فى وجوه الآخرين والحرص على أن يتم ذلك فى منديل ورقى يتم التخلص منه على الفور تجنب الأماكن المزدحمة؛ خصوصا التى يرتادها المدخنون، لأن التدخين يضعف الجهاز التنفسى. فى الوقت ذاته فإن قيام السلطات بمراقبة مداخل البلاد والتحقق من مواقف القادمين من البلاد الموبوءة. يظل احتياطا يجب الانتباه إليه، لأن قادما واحدا من السفر يمكن أن يكون حاملا للفيروس معه. فى حالة الإصابة بالإنفلونزا على الشخص أن يلتزم بثلاثة أمور، أولها أن يلزم بيته ولا يغادره وثانيها أن يبلغ الطبيب أو الوحدة الصحية بحالته لأن أعراض الإنفلونزا العادية تتشابه مع إنفلونزا الخنازير ثالثها ألا يتعاطى أى أدوية إلا بنصيحة من الطبيب،حتى لا يكتسب الفيروس مناعة ضدها. وفى كل الحالات فالحذر مطلوب والفزع ممنوع، والزعل مرفوع.