احتمال الخسارة يوم الخميس ليس كابوسا يخص مشجعى الأهلى والزمالك فقط، بل القهوجى رشاد أيضا. «مهما حضرنا كويس ممكن نخسر»، هكذا يتحدث رشاد الأهلاوى عن احتمالات التلفيات التى قد يتعرض لها المقهى المجاور للبورصة فى وسط القاهرة. يعمل رشاد قهوجيا منذ 3 سنوات، «فاكر الماتش اللى فات، حصلت خناقة بين مشجعى الأهلى والزمالك، والناس زوغت من غير ما تحاسب». خسر المقهى ما يزيد على 300 جنيه، المشروبات التى لم يدفع ثمنها أحد، وتحمل صاحب المقهى الخسارة كلها، رافضا أن يخصم ثمنها من رواتب العاملين «لأنه كان رجل طيب، وفاهم إن ده مش فى إيدينا». ينظر رشاد إلى يوم الخميس المقبل بمزيج من الفرحة والقلق، فهو مناسبة موسمية يزيد فيها عدد رواد المقهى مئات الأضعاف، «الكراسى بتترص من هنا لحد آخر الشارع». لكن الجالسين على الكراسى على امتداد الشارع هم مجموعات من الشباب المتحفز المجهز بالدفوف والطبول والأعلام والحماس الشديد الذى قد يتسبب فى لحظة غضب بمعركة طاحنة. وكانت وزارة الداخلية قد قررت تقديم موعد مباراة القمة من الجمعة إلى الخميس، حتى لا يتصادف يوم المباراة مع ليلة رأس السنة، فتزداد فرص الازدحام والشجار. هذه المرة يحاول ياسر أن يكون على أهبة الاستعداد، فإضافة إلى إحضار عدد كبير من الشيشة والكراسى، استعان بخمسة مساعدين جدد استأجرهم ليوم المباراة فقط، لزيادة سرعة إحضار المشاريب، إضافة لإجبار المتطفلين على الرحيل. «يوم الماتش ما بيجيش فيه شحاتين، لأن محدش من الزباين بيبقى فاضى لهم»، لكن ياسر عليه أن يتعامل مع نوع آخر من المتطفلين، الذين يشاهدون المباراة وقوفا، دون الجلوس وطلب مشروبات. «ساعتها بنمشيهم بالذوق، وبنقولهم يطلبوا شاى بجنيه». وإن كان رشاد لا يمانع أن يوفر مقعدا للزبون مقابل جنيه واحد، فإن محمود، الذى يعمل بأحد كافيهات المهندسين، يستقبل منذ أيام حجوزات الزبائن لمقاعد يوم المباراة مقابل 25 جنيها للفرد الواحد. الكافية الذى يعمل به محمود يقدم خدمة متفردة، فهو فى الأصل كافيه لألعاب «بلاى استيشن»، ومجهز بسبعة شاشات كبيرة للألعاب. «أكتر لعبة بيحبها الزباين هنا، هى لعبة الفيفا»، كما يقول محمود، ويستغل مقهى الألعاب ولع زبائنه بكرة القدم فى أن يتحول إلى كافيه تقليدى أيام المباراة، فيغلق أجهزة الألعاب، وتعرض الشاشات الضخمة أحداث المباراة. «بنعمل كده فى ماتشات الأهلى والزمالك، والمنتخب المصرى، ولو فيه ماتش دولى مهم أوى». يتوقع محمود ما يزيد على 70 زبونا فى المقهى الضيق، وقد بدأ بالفعل للتحضير فى هذا اليوم بإحضار أعداد إضافية من فطائر البيتزا والمقبلات والمياه الغازية. بعد انتهاء المباراة يرحل زبائن وسط البلد عن المقهى سريعا. يتجه الخاسرون إلى منازلهم، والفائزون يكملون احتفالهم من طلعت حرب إلى الجزيرة أو ميت عقبة طبقا لنتيجة المباراة. أما زبائن كافيه المهندسين فهم غالبا ما يستمرون فى الجلوس بعد المباراة، فى محاولة لتطبيق ما شاهدوه فى المباراة على أجهزة «بلاى ستيشن».