غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    مواجهة بين أحد الصيادين ومؤسس حملة "خليها تعفن" تكشف أسباب ارتفاع أسعار الأسماك    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    شراكة مصرية إماراتية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية والتقليدية    3 شهداء وعدد من الإصابات جراء استهداف الاحتلال لمنزلًا شرق رفح    «زي النهارده».. بداية الحرب الأمريكية الإسبانية 25 إبريل 1898    مصير مجهول ينتظر "مؤتمر المصالحة الليبية" ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !    مراقبون: فيديو الأسير "هرش بولين" ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان    مظاهرات لطلاب الجامعات بأمريكا لوقف الحرب على غزة والشرطة تعتقل العشرات (فيديو)    البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرانيا حتى نهاية 2024    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    وزير الرياضة يتفقد استعدادات مصر لاستضافة بطولة الجودو الأفريقية    ميدو ل لاعبي الزمالك «قبل مواجهة دريمز»: «الجماهير لن ترحمكم»    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد خسارة ليفربول وفوز مانشستر يونايتد    كاراجر: محمد صلاح ظهر ظلا لنفسه هذا الموسم    "سنحولها إلى الجهات الرقابية".. الزمالك يكشف مفاجأة في قضية بوطيب وتحركات لحل الأزمة    خبر في الجول – الأهلي يتقدم بشكوى ضد لاعب الاتحاد السكندري لاحتساب دوري 2003 لصالحه    بعد خسارة الأهلي ضد أويلرز الأوغندي.. موقف مجموعة النيل ببطولة ال«BAL»    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    الأرصاد تُحذر من حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس: درجات الحرارة تصل ل43    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار الفن|طلاق الفنان أحمد جمال من زوجته سارة قمر.. وشريف منير يروّج ل«السرب».. وهذه الصور الأولى من زفاف ابنة بدرية طلبة    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    في حفل تأبين أشرف عبدالغفور .. أشرف زكي: فقدنا فنانا رسم تاريخه بالذهب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    رئيسة «القومي للمرأة» تزور مكتبة الإسكندرية.. وتشيد بثرائها وأصالتها    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    سفير ألمانيا بالقاهرة: المدرسة الألمانية للراهبات أصبحت راسخة في نظام التعليم المصري    المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمطاعم والمولات والمقاهي    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    خال الفتاة ضحية انقلاب سيارة زفاف صديقتها: راحت تفرح رجعت على القبر    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    أحمد موسى: مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل إعادة أرض سيناء إلى الوطن    رئيس جامعة دمنهور يشهد فعاليات حفل ختام مهرجان بؤرة المسرحي    إجازات شهر مايو .. مفاجأة للطلاب والموظفين و11 يومًا مدفوعة الأجر    الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة    في الموجة الحارة.. هل تناول مشروب ساخن يبرد جسمك؟    طريقة عمل الكبسة السعودي باللحم..لذيذة وستبهر ضيوفك    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    حكم تصوير المنتج وإعلانه عبر مواقع التواصل قبل تملكه    أمين الفتوى: التاجر الصدوق مع الشهداء.. ومحتكر السلع خبيث    تحرير سيناء قصة كفاح نحو البناء والتنمية .. ندوة بمجمع إعلام قنا    تجديد اعتماد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ب«أزهر الاسكندرية»    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    بعد إنقاذها من الغرق الكامل بقناة السويس.. ارتفاع نسب ميل سفينة البضائع "لاباتروس" في بورسعيد- صور    البورصة تقرر قيد «أكت فاينانشال» تمهيداً للطرح برأسمال 765 مليون جنيه    العاهل البحريني ورئيس الإمارات يدعوان إلى تهدئة الأوضاع بالشرق الأوسط    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا منح السادات أشرف مروان سلطات رئيس الجمهورية؟
عمرو الليثى يحقق:
نشر في صوت الأمة يوم 18 - 02 - 2009

عندما تقع حادثة، ويقتل فيها شخص كانت له علاقاته بثلاثة رؤساء لمصر - عبدالناصر والسادات ومبارك - حيث كان صهر الأول، وحليف الثانى، وكرمه الثالث.. فنحن أمام شخصية مهمة جداً.. يفرض علينا الواجب الصحفى البحث بين سطور الحادث وعن أدق تفاصيله، وأن ينال من الاهتمام الدرجة التى وصل إليها صاحب الخبر.
أيضاً عندما يكون بطل الحادثة رجلاً عاش فى أوروبا، وكان أحد أهم رجال الأعمال السياسية فى أهم عواصم أوروبا «لندن» فلابد أن تكون الحادثة ليست كأى حادثة أخرى.
وعندما يقال عن الرجل.. إنه كان جاسوساً مزدوجاً بين مصر وإسرائيل، فهذا يوفر سبباً ثالث يكفى بمفرده أن يكون مبرراً للتفرغ التام للبحث والتحقيق.
وبالاضافة إلي أرشيف الرجل المعلوماتى الذى يضم حزمة ضخمة من العلاقات المتشابكة بين الدول والأفراد أصحاب القوة والسلطة والنفوذ.. وكذلك علاقات تبدو أحياناً غريبة.. وأحياناً مريبة.. وثالثة غامضة.. وصراعات فى كل اتجاه.. وفى أى مجال.
لذا فإننا لابد أن نتوقف كثيراً جداً.. ونقول أشياء كثيرة عن الحادثة التى وقعت لهذه الشخصية.. ونطرح كل علامات الاستهفام حولها.. خاصة إذا كانت من الوهلة الأولى تحوم حولها الشكوك.. وتؤكد أنها وقعت بفعل فاعل.
هكذا كانت مبرراتى كصحفى عندما سمعت عن وقوع أشرف مروان صريعاً من شرفة شقته فى الدور الخامس بمبنى كارلتون هاوس بالعاصمة البريطانية لندن.. لكى أحمل حقائبى وقلمى، وأسافر إلى موقع الحدث، وموطن بطل الحدث خلال العقود الثلاثة الأخيرة من عمره.
سافرت إلى لندن والدافع الأساسى، الاجابة عن سؤال.. من قتل أشرف مروان؟.. قابلت شهود عيان الحادث، وحاورتهم، وحققت فى كل شئ من وجهة نظرى، وبناء على ما توافر لدى من معلومات تخص الحادث، قابلت أصدقاءه، وأسرته، وخصومه، والذين عاشروه فى لندن، والذين عملوا معه، ومن اختلفوا معه أيضاً.
سألت الجميع مئات الأسئلة.. والنتيجة: ربما لا أكون حصلت على إجابة.. ولكنى على الأقل تأكدت وأكدت للرأى العام فى مصر والشرطة البريطانية المنوطة بالتحقيق فى الحادث، أن سبب وفاة أشرف مروان ليس انتحاراً على الاطلاق، ولكنها جريمة وقعت بفعل فاعل.. ومثلما عاش أشرف مروان غامضاً.. مات بصورة أكثر غموضاً.
ونحن نبحث فى ملف د. مروان وجدنا الآتى: أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراراً جمهورياً بتعيين د. مروان سكرتيراً للرئيس لشئون المعلومات وجاء فى صلاحياته الآتى:
1 - يمثل د. مروان جهاز المخابرات المصرية أمام جميع أجهزة المخابرات فى العالم.
2 - يمثل د. مروان رئيس الجمهورية شخصيا أمام جميع رؤساء وملوك العالم.
3 - لا يجوز تحرك أى من القوات المسلحة المصرية إلا بإذنه شخصياً.
4 - يشرف على جهاز مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة والمخابرات الحربية فيما يخص أمن وسلامة رئيس الجمهورية.
هذه.. بالتأكيد صلاحيات كبيرة مطلقة لا تقل عن صلاحيات رئيس الجمهورية نفسه.
جمال مروان: أنا أطلعت على القرار الجمهورى اللى صدر بتعيين د. مروان سكرتيراً للرئيس للمعلومات ولفت نظرى الصلاحيات الممنوحة له والتى تصل لصلاحيات رئيس الجمهورية.
س: ويعنى إيه أنه يمثل رئيس الجمهورية أمام ملوك ورؤساء العالم.
ج: هى صلاحية عالية بس خلينى أعكسها لك.. لما رئيس الجمهورية أعطى لمواطن.
الصلاحيات دى بعد 3 شهور من انتهاء حرب أكتوبر.. دا معناه إن الراجل ده عمل حاجات كتير فى الحرب دى.
س: نقصد كان بيكافئه؟
ج: بالضبط.
س: على إيه؟
ج: أظن واضح.. ان أشرف مروان عمل حاجة ساهمت بطريقة كبيرة فى الانتصار.
س: هل لديك أى معلومات عن الأعمال التى قام بها والدك وكافأه السادات عليها؟
ج: والدتى كانت بتقول اللى مش عاوز يشوف الشمس فى عز الظهر عمره ما هيشوفها.
هيوارد بلوم صحفى أمريكى: الشئ الذى يحول الموضوع لشئ ذى قيمة هو القدر الذى أحدثه كعميل مزدوج.. إسرائيل كانت فى خطر حقيقى، فإذا كان أسهم فى ذلك وضلل المخابرات الإسرائيلية.. فإن إسرائيل سوف تضطر لمواجهة ذلك ليس لأنه يخص الماضى فقط إنما يخص الحاضر أيضاً.
جنود إسرائيليون: لم نكن مستعدين.. جئنا من بيوتنا كجنود نظاميين.. وكان وقتاً عصيباً.
موشى ديان: علينا مواصلة القتال بشجاعة كشعب يقاتل من أجل حياته ونحن نقاتل من أجل حياتنا.
إيلى زاعيرا: فيما يتعلق بمروان فقد قدم إلينا معلومات مهمة جداً حتى جاء وقت الحرب وأطاح بنا تماماً.
السادات فى إحدى خطبه بعد حرب أكتوبر: الساعة السادسة قلت لرجلى فى غرفة العمليات مبروك.. الإسرائيليون فقدوا توازنهم.
عبدالعزيز حجازى: قبل معركة أكتوبر، الروس أوقفوا توريد غيار الطائرات، وبالتالى ربما كان هناك تكليف لمروان بالاتصال ببعض الدول اللى عندها منتجات من الاتحاد السوفيتى للحصول على قطع الغيار.
محمود جامع: جعل المصانع الفرنسية بتاع طومسون تنتج قطع الغيار بتاع طائرات القوات المسلحة بصفته الشخصية.
صلاح الشرويانى: كمان جاب أسلحة من روما للجيش قبل حرب 73.
عادل حمودة: فى فترة من الفترات بدا أشرف مروان قوياً جداً لدرجة أنه كان يعتبر أقوى من أى شخص فيما عدا الرئيس.. كان أقوى من الوزراء وكان ممكن يشخط فيهم ويعطيهم تعليمات.
عبدالعزيز حجازى: لا أعتقد هذا.. على الأقل فيما يتعلق بى.. وأنا عملت 5 سنوات لم يكن يتدخل إطلاقاً.. ربما حمل بعض الرسائل من الرئيس لى.. وأنا أعلم تماماً أنه كان له دور فاعل فى تأكيد العلاقة ودعمها مع ليبيا بالذات.. كما صاحبنى فى بعض الرحلات فى الخليج ولم يكن عنده المظهر الطاغى على الوزير.
محمود جامع: اللى عاوزه مروان كان بيعمله.. فيهم اللى كان بيجرى وراءه وفيهم اللى كان بيستفيد منه كلهم كانوا بينافقوه.
عزيز صدقى: أنا كنت رئيس الوزراء.. كنت متفقاً مع السادات أنه لا يتدخل فى الحكومة.. ومرة كلمنى وزير التربية والتعليم.. ومن غير ما يقصد بيقول لى السيد أشرف مروان كلمنى عشان كشف المنتدبين إلى ليبيا.. فقلت له بتقول إيه؟ قال لى أشرف مروان.. قلت له بأعلى صوتى ما تعملش حاجة من اللى طلبها.. وأعطيته التعليمات وأغلقت السكة.. وكلمت أشرف مروان.. وقلت له يا أشرف كلمنى على عبدالرازق وقال كذا كذا من دلوقتى يا أشرف إياك ترفع سماعة على أي وزير.. عاوز حاجة تكلم سكرتارية مجلس الوزراء.. فقال لى حاضر!!.
محمود جامع: على ما أذكر أن وزير الخارجية إسماعيل فهمى شكا أن مروان تدخل فى أمور وزارة الخارجية.. وكان كل واحد يروح يعيط له ويشتكيه علشان كده السادات شاله من عنده.. وحب يشترى نفسه.. فأرسله لهيئة التصنيع.. وعلى الرغم من هذا لم يقطع صلته بالسادات.
صلاح الشرويانى: أنا سمعت منه أنه كان فيه خلاف شخصى بينه وبين حرم الرئيس السادات مع أنه فى الأول علاقته مع حرم السادات كانت جيدة.
س: وهل أثر ذلك فى انقلاب السادات عليه؟
ج: أكيد ده كان له دور فى نقله من مكتب الرئيس للمعلومات.
محمود جامع: مين قال إن العلاقة بين جيهان وأشرف مروان ساءت.. لم يحدث هذا إطلاقاً.. العلاقة كانت وثيقة لآخر لحظة فى حياته.
سألت جمال مروان: هل كانت هناك خلافات ما بين والدك وبين السيدة جيهان السادات؟
ج: أظن ده كان أحد الأسباب اللى طلعت وقتها على إنها سبب الخلاف بين د. أشرف مروان والسادات.. وأظن ده كان فكرا عالىا من السادات.. لأنها كانت مقصودة.. لأن لازم يكون فيه سبب جوهرى يخلى الرئيس ينقلب على مروان.. خاصة بعد الصلاحيات الكبيرة اللى أعطاها له.. فكانت الاشاعة دى علشان يقدر الرئيس يحمى د. أشرف.
سألت محمود جامع: فى تقديرك لماذا منحه السادات وسام الطبقة الأولى؟
ج: السادات كان عاوز يريح نفسه من الوش.. وأعطاه الوسام علشان يكرمه.. لأنه لم ينس خدماته واتصالاته بالدول العربية.. وحاجات تانية كثيرة ومصالح لا تعرفها الناس.
صلاح الشرويانى: لما تكونت الهيئة العربية للتصنيع.. طلب رؤساء الدول العربية أن أشرف مروان يبقى على رأس هذه الهيئة.
عادل حمودة: كان السادات يرى أنه شخصية مناسبة.. وهو قادر على أن يرتبط بصداقات حميمة مع المؤثرين فى القرار فى الهيئة العربية للتصنيع.. ومن ثم نجح والسادات كان عارف أن هذا القرار يرضى العرب.
هيوارد بلوم: ذات مرة قال لى رجل فى CIA بأنه كان بنفسه فى شرفة منزل أشرف مروان الذى سقط منها.. وأشار له مروان على سيارة روزلرويس.. وقال هذه هدية لى من القذافى.
محمود جامع: الملوك والرؤساء العرب أعطوا أشرف مروان طائرة خاصة هدية.. لكى يسافر بها لجميع أنحاء العالم.. ومن هنا بدأ يدخل فى عملية تجارة السلاح.
يؤكد العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن اغتيال مروان جاء نتيجة منطقية لعمله فى تجارة السلاح، حيث كان يعيش وسط عالم لا يخلو من المافيا والحروب الأهلية.. واختصرت تلك الأقاويل على اعتراف النظام فى مصر بأن الدور الوطنى لأشرف مروان جاء على خلفية ما استطاع تحقيقه غير علاقاته المتشابكة فى توريد قطع الغيار للطائرات الميراج الفرنسية للقوات المصرية قبل حرب أكتوبر عام 73.. غير أن بداية الممارسة الفعلية لتجارة السلاح جاءت عام 79 وفور انتهاء رئاسته للهيئة العربية للتصنيع.. وابتعاده عن السلطة حيث نجح فى استغلال صلاته للدخول لعالم صفقات السلاح.. وبرز اسمه لاتصاله بفضيحة العمولات الضخمة التى حصل عليها من الملياردير كمال أدهم الذى كان وكيلاً لشركة الطائرات البوينج فى الشرق الأوسط.. وقدم على اثرها للتحقيق.. إلا أنه تم تبرئته.. وواصل أشرف مروان طريقه فى تجارة السلاح وعمولاتها.. وعلى الرغم من تنوع صفقاتها من أنجولا وناميبيا والعديد من التنظيمات التى تخوض حروباً أهلية فى القارة السمراء وحتى دول أمريكا اللاتينية.. إلا أن صفقات بعينها جعلته حديث العالم.. أهمها ما كشف النقاب عنه من تورطه فى صفقة الأسلحة المرسلة من إسرائيل إلى إيران أيام الحرب مع العراق.. بالاشتراك مع صديقه تاجر السلاح السعودى عدنان خاشقجى.. ويقال إن مروان قد جمع أيام حرب العراق وإيران وحدها أكثر من 700 مليون دولار.. بل إن البعض يرى أنه طور من نفسه فى تجارة السلاح.. حيث عمل فى توريد مستلزمات المفاعلات النووية فى العديد من دول العالم.. وهو الأمر الذى أثار حفيظة الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا. وأخيراً.. وقبل رحيله بشهور تردد اسمه بقوة كوسيط فى صفقة اليمامة الشهيرة بين بريطانيا والسعودية.. وهى الصفقة التى أثارت التوتر فى العلاقات بين البلدين.
نهاد جمال الدين: مروان يتاجر فى السلاح لأنه راجل كان شغال فى هيئة التصنيع وخبرته فى هذا المجال بالذات.
محمود جامع: مروان كان من ضمن نشاطه تجارة الأسلحة.. بعدما كان رئيساً للهيئة.. وبدأ يعمل فى القطاع الخاص.. ومعرفته كبيرة بالوطن العربى والمسئولين عن التسليح.. فهو ليس ببعيد، لأنه كان يعمل فى هذا المجال.
محمود جامع: قبل حرب أكتوبر ب7 أشهر جاء لى صديق اسمه صلاح العبد.. ده كان رئيس مجلس إدارة فى شركة المضارب.. وقال أنا لى أصدقاء عاوزين واحد متصل بالسادات مباشرة بدون وسيط علشان عندنا كلام كبير.. قلت له إيه يا عم؟ قال احنا جايبين أسلحة عارضينها على مصر.. ومصر فى الوقت ده كانت مزنوقة.. فأنا رحبت وقابلتهم فى البيت وجه لى ياسين سراج الدين.. وواحد اسمه بسيونى عبدالرحمن وشغلته مستورد.. وواحد ضابط طيران فى المعاش اسمه اللواء كمال حسين.. المهم جابوا لى شنطتين وقالوا دى أسلحة غربية.. ودى أسلحة شرقية.. وقالوا لى كل العمولات المطلوبة هنضعها فى البنك اللى تحدده.. وبنفس النسبة اللى كانت تؤخذ أيام عبدالناصر.. أخذت الشنطتين رحت للسادات القناطر، وحضر المقابلة السيد أحمد إسماعيل.. وفتحوا الشنطة.. والسادات قال إيه ده.. دول عارفين الحاجات اللى احنا محتاجينها كلها.. وقال السادات اطلبوا حاجات احنا مش عاوزينها.. وبعد ما مشى الفريق أحمد إسماعيل.. بقول له يا ريس همه قالوا لى العمولات بتاع الأسلحة دى هى نفس النسبة المعروفة من أيام عبدالناصر.. فقال لى أيوه يا محمود صح.. الفلوس دى بتؤخذ وبتوضع فى حساب سرى بره.. وبينفق منها على أمور خاصة بالأمن القومى بتاع البلد.. وبعدين فوجئت بالسادات بيقول لى يا محمود كفايه كده انت عملت عمل وطنى كويس.. بس أنا خايف عليك لأن بتوع السلاح دول مافيا.. ويمكن يقتلوك قلت له ماشى.. وبعدت عن الموضوع وكمله أشرف مروان.
عبدالمجيد فريد: سبق وتعاملت لندن فى كثير من قضايا مافيا الأسلحة.. خاصة أن المافيا لا تتعامل بالعقود.. دول أغلبهم كلام.. واللى يلعب مصيره القتل.. وموضوع على شفيق ليس ببعيد.. كان سكرتير عبدالحكيم عامر واتقتل بواسطة مافيا أسلحة فى منزله فى لندن.
مصطفى الفقى: لو هى تجارة كان قتل من بدرى. بصراحة الانجليز لما بيجدوا مشكلة زى دى همه مش طرف فيها يقولوا يا عم أغلق الملفات.. عملوا كده فى الليثى ناصف.. وعلى شفيق.. وهيعملوا كده فى أشرف مروان.. ومع ذلك فأنا أميل للشبهة الجنائية.
سألت جمال مروان: هل صحيح أنه كان بيتاجر فى السلاح؟
ج: د. مروان كل شغله فى السلاح كان بيمثل بلده لغاية ما ساب الهيئة العربية للتصنيع.. وكان من أكثر الناس اللى أخذ الحق فى تصنيع السلاح لبلده بس مش لشغله الخاص.
س: لكن عمل كوسيط فى عمليات بيع السلاح لشغله الخاص؟
ج: لا.. طول عمره كل شغله فى السلاح كان بيمثل الهيئة العربية للتصنيع أو البلد.
محمود جامع: صفقة اليمامة بتاع السعودية.. السعودية أخذت من لندن بكذا مليار دولار أسلحة ويقال ان الوسيط كان أشرف مروان.
عادل حمودة: يصبح السؤال المهم.. من قتل أشرف مروان؟ وتصبح الاحتمالات مفتوحة بما فى ذلك احتمال أن يكون قتل بسبب صراع على البيزنس.. ولم تكن تجارة السلاح وحدها مصدر الثراء الفاحش لأشرف مروان فالسلطة والنفوذ الذى عاش فيه خلال حكم الرئيس الراحل السادات فتح له كل الأبواب المغلقة لتحقيق ما يصبو له من ثروة.. خاصة أن مرتبه كان لا يزيد علي 34 جنيهاً.. وكان هو وأبوه ساكنين فى مصر الجديدة في ذلك الوقت.
محمود جامع: كان لى صديق فى جهة أمنية حساسة.. قال لى ان صفقة سيارات مرسيدس جاية لرئاسة الجمهورية.. واتعمل عليها مناقصة.. وفيها كلام كثير.. واتاخذ فيها عمولة.. وحدثت شكوى وتحرينا.. وفتحنا خزنة الشركة فى الإسكندرية وبقى عندنا كل الخيوط بتاع الموضوع.. وكان معاهم واحد إدارى من رئاسة الجمهورية.. وقال لى إن أشرف مروان هو اللى أخذ هذه العمولة وبعد التحقيقات ما راحت للسادات.. كتب عليها يحفظ.. قلت له يبقى السادات شريك معاهم.. أنا هقول للسادات.. فقال لى بس ما تقولش اسمى فرحت للسادات.. وقلت له كذا كذا.. بعدها بيوم وجدت صاحبى بيكلمنى من القاهرة.. وبيقول لى أنت عملت إيه؟ دول راحوا وحققوا فى الموضوع وجابوا الورق ثانى ورسى التحقيق أنهم جابوا ورق العمولة وماضى عليه أشرف مروان.. وراح واحد من الجهاز وجاب الفلوس وأعطاها للسادات.
عادل حمودة: قيل إن منى عبدالناصر اشترت أرضا فى منطقة على أطراف القاهرة.. اشتراها منها فيما بعد مدير المخابرات السعودى الأسبق كمال أدهم.. اللى كانت هناك علاقة قوية بينه وبين مروان فى ذلك الوقت.
محمود جامع: السادات حول الموضوع على المدعى الاشتراكى فالمدعى الاشتراكى أعتقد أنه عاوز يجامل السادات، فقال الموضوع ليس به شئ وحفظ الموضوع.. خاصة بعد ما واحد بلغه من المسئولين أن السادات عاوز كده.. فلما السادات عرف زعل.. وقال له لازم تحقق بالضبط.. وانتهى التحقيق على أن مصدر الفلوس اللى اشتريت بها الأرض من أين؟ فقال مروان إنه بعد وفاة عبدالناصر فيه ملوك ورؤساء العرب قدموا هدايا كتيرة لزوجته منى، بعناها وأخذنا فلوسها واشترينا بها هذه الأرض.
عادل حمودة: عثمان أحمد عثمان قال إن أشرف مروان ثروته تحددت فى منتصف السبعينيات بأكثر من 400 مليون دولار.. وقال أنا لا أملك 1% مما يملكه مروان.
إلى جانب ما قيل هناك أرض الهرم والسيارات المرسيدس، وكذلك صفقة الطائرات البوينج والتى تمت إحالة المسئولين فيها للمحاكمة الجنائية.
محمود جامع: هو كمان كان وكيل شركة بوينج فى الشرق الأوسط يعنى أى دولة تشترى طائرة بوينج لازم يأخذ عمولته.. أيامها كان أحمد نوح وزير طيران، ومحمد عبدالله وزير التجارة قيل أيامها إن مروان نصحهم أن يشتروا طائرات بوينج.. فعلاً اشتروا.. ومروان أخذ عمولة والموضوع كبر وراح المحكمة وقدموا للمحاكمة وطلعوا براءة.
سألت محمود جامع: ماذا كان موقف د. مروان عندما تم الزج باسمه فى قضية دعارة؟
ج: حصل انه كان فى شقة فى مصر الجديدة وكان فيه بعض الفنانات.. فواحد جه وراح أغلق عليهم بالقفل من الخارج بالاتفاق مع مسئول كبير.. وأبلغ النجدة أن فيه ناس محبوسين فى الشقة ومش عارفين يطلعوا.. جاءت النجدة وكسروا الباب ودخلوا وجدوا الناس الكبار دول والناس الحلوين.. فطبعاً تأسف بوليس النجدة.. لكن بعد ساعة كانت كل مصر وكل الأجهزة عارفة بالموضوع.. لقد كانت فضيحة وكان المقصود بها الإساءة لأشرف مروان.
سألت جمال مروان: ماذا كان رأى د. مروان حيال سياسات السادات وتحديداً بعد توقيع مبادرة كامب ديفيد؟.
ج: العلاقة كانت كويسة جداً لآخر يوم.. لكن كان فيه أوقات أراد فيها الرئيس السادات أن يعتقد الناس أن علاقته مع د. أشرف وحشة حماية له.. للدور اللي عمله.. أما الفترة التى تلت كامب ديفيد مبقاش فيها دور للهيئة العربية للتصنيع.. زى ما كان قبلها.. لأن دورها تغير وبالتالى الدور اللى كان الرئيس أعطاه لوالدى تغير.
وبغض النظر عن القصص والحكايات والأوصاف التى وصفوا مروان بها من قبل أجهزة الإعلام، قام العديد من المسئولين فى تلك الفترة بتأكيد أن مروان بدأ فى مرحلة تجاوز فيها الخطوط الحمراء فى علاقته بالسادات.. ومع من حوله من القيادات السياسية.
محمود جامع: كانت أخطر عملية قام بها مروان أنه بدأ يتدخل للتأثير على السادات فى اختيار مناصب عليا فى الدولة.. والإطاحة بأى حد من أصحاب المناصب العليا.. ونجح باتصالاته الشخصية.. وبتقرير من المخابرات السعودية وبعض أجهزة المخابرات فى العالم بأنه من الممكن إقامة علاقات كويسة مع مصر لو السادات مشى.. وجه أى حد يخلفه.. وسرب هذا الخبر للسادات.. طبعاً السادات خاف على نفسه.. لأن كده يبقى معناها أن فيه مؤامرة إنه يمشى من رئاسة الجمهورية للإيقاع بينه وبين بعض القيادات الكبيرة فى الدولة.
عادل حمودة: فى اعتقادى أن ذلك هو الذى آثار قلق السادات فقرر التخلص منه.. بدأت بحملة كبيرة جداً.. وكتب موسى صبرى عن الطفل المعجزة، ويقصد مروان.. وكان موسى أهم صحفى مساند للسادات فى ذلك الوقت ولم يكن من الممكن أن يكتب شيئاً دون الرجوع إليه، إذن السادات كان موافقاً على الحملة المضادة على أشرف مروان.
جمال مروان: فى اعتقادى أن الرئيس هو الذى أوعز للكاتب الكبير موسى صبرى أن يقوم بحملة على مروان أطلق عليها الطفل المعجزة.
محمود جامع: يسكت موسى صبرى يطلع الحمامصى، يخلص الحمامصى، يطلع له على أمين طول النهار فى خناقات وهو يقول لك أنا مش عاوز وش.
كل تلك القضايا والقيل والقال حول أشرف مروان وسلوكه دفعت السادات راضياً أو مرغماً لتنحيته بعيداً عن الأحداث ومصادر صنع القرار.
محمود جامع: السادات كان كل يوم يقول ما بقاش فيه غير قصة أشرف مروان ويبص يلاقى على أمين كاتب عن الطفل المعجزة.. وده يكتب كذا ويقول لده لا تنشر.. فقال طيب أبعده عن الأضواء فعينه سفيراً فى وزارة الخارجية.
سألت جمال مروان: لماذا فسر البعض أنه غادر مصر خفية على إثر خلافه مع السادات؟
ج: أظن علشان ده كان من الأسباب الرئيسية اللى بتأكد أن السادات كان بيحمى أشرف مروان.
س: استمرت علاقتك بوالدك قبل وفاته بأربعة أيام كيف كان شكل العلاقة بينه وبين السادات؟
ج: كان الواضح للناس أن السادات غضب عليه.. لكن قبل السفر بأربعة أيام، كان والدى ووالدتى وسيادة الرئيس بيتعشوا فى البيت عنده.. كنا احنا رايحين انجلترا أنا للدراسة ود. أشرف لبداية عمله هناك.. وأنا فاكر والدتى قالت لى: الرئيس قال له ياله يا لورد سافروا أنتم علشان تبدءوا حياتكم هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.