فى مفاجئة كبيرة تلقى بظلال من الشك على طبيعة الدور الأمريكى فى عملية السلام، كشفت برقيات دبلوماسية أمريكية، نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكترونى عن وجود اتفاق سرى بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية. وبحسب برقية صادرة من السفارة الأمريكية فى باريس، فإن هناك اتفاقا سريا بين واشنطن وتل أبيب حول استمرار ما يسمى «النمو الطبيعي» فى المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها مدينة القدسالشرقية. فقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك مسئولا فرنسيا بوجود هذا الاتفاق؛ مما يتعارض مع المطالب المعلنة لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإسرائيل بتجميد الاستيطان كى يتسنى استئناف مفاوضات السلام المباشرة مع السلطة. ومؤخرا، أعلنت إدارة أوباما فشلها فى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتجميد الاستيطان، مما قررت على إثره لجنة متابعة مبادرة السلام العربية عدم استئناف المفاوضات بين السلطة وتل أبيب إلى حين تلقى «عرض جاد» من واشنطن، التى لا تتوقف فى العلن عن انتقاد الاستيطان. فيما توقع رئيس القسم السياسى والأمنى فى وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد ألا يصمد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) سياسيا حتى نهاية عام 2011، وفقا لبرقية أخرى، بتاريخ السادس عشر من نوفمبر 2009، تسرد محضر اجتماع بين مساعد وزير الدفاع الأمريكى للشئون الأمنية الدولية السفير الأمريكى ألكسندر فيرشبو ومسئولين إسرائيليين، على رأسهم جلعاد. هذا التوقع، فى نظر الإسرائيليين، يستند إلى ضعف أداء أبو مازن فى تعامله مع حركة حماس، المسيطرة على قطاع غزة منذ يونيو 2007، وتقرير جولدستون حول الحرب الإسرائيلية على غزة ما بين ديسمبر 2009 ويناير 2009، وعدم قدرته على تحقيق التجميد الكامل للاستيطان. وخلال هذا الاجتماع، قال رئيس شعبة الأبحاث فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية الجنرال يوسى بايدتس. إذا كانت دمشق قادرة على تحقيق السلام والأمن والحصول على شراكة أكبر مع الولاياتالمتحدة، فستتوقف عن الدوران فى الفلك الإيرانى. ومضى بايدتس قائلا إن الرئيس السورى بشار الأسد استخدم أرصدته السلبية، لا سيما حماس وحزب الله اللبنانى، لجعل نفسه ذا صلة، وأنه يريد كل شىء: مرتفعات الجولان والسلام مع إسرائيل، وعلاقات أفضل مع الولاياتالمتحدة وعلاقة قوية مع إيران واستمرار علاقته مع حزب الله، لكن إذا كان على الأسد اختيار أمر واحد، فسيكون على الأرجح السلام مع إسرائيل. فى سياق متصل، كشفت برقية أمريكية أن سوريا اتهمت مسئولين أمريكيين وإسرائيل باغتيال مستشار الرئيس الأسد للشئون الأمنية العميد محمد سليمان مطلع أغسطس 2008 فى إطلاق نار عليه بميناء طرطوس. ويستند الاتهام السورى إلى أن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) يدرك جيدا أنه من السهل الوصول إلى مدينة طرطوس الساحلية مقارنة بالمواقع السورية الداخلية، مثل العاصمة دمشق، مضيفة أن «قناصا اغتال العميد سليمان من مسافة بعيدة». وفى شأن آخر، لكنه مرتبط بإسرائيل أيضا، أفادت برقية أمريكية «سرية» بأن سفير الجزائر فى جنيف إدريس الجزائرى عقب على ما دار فى ندوة حول حظر انتشار الأسلحة النووية والملف النووى الإيرانى ومفاوضات السلام فى الشرق الأوسط فى الثالث عشر من مايو 2009، بالقول إنه «سيكون سعيدا بأن يضع نفسه تحت تصرف الإسرائيليين». وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية فإن من بين الشخصيات التى حضرت هذه الندوة نائب الوزير الأمريكى للمراقبة والمطابقة والتنفيذ روس جوتمولر، إضافة إلى السفيرين الجزائرى والمصرى ماجد عبد العزيز، وهما العربيان الوحيدان اللذان حضرا ذلك الاجتماع. ولا ترتبط الجزائر بأى علاقات مع إسرائيل.