فى وقت ألمحت فيه السلطات البريطانية إلى إمكانية منع القس الأمريكى تيرى جونز الذى دعا قبل شهور إلى حرق نسخ من القرآن من دخول البلاد، قال متحدث باسم المجلس الإسلامى فى بريطانيا إنه لا يوجد مانع من قدوم جونز، ولكنه طالب السلطات بملاحقته قضائيا «إذا ما أدلى بأى تصريحات من شأنها إثارة الكراهية الدينية»، مُعتبرا دعوته لزيارة بريطانيا «محاولة لإهانة مشاعر المسلمين». المتحدث عنايات بونجلاوالا أكد فى تصريحات ل«الشروق» أن المجلس يعارض من حيث المبدأ منح الحق للحكومة فى «منع أى شخص من دخول البلاد»، لأن السلطات تستخدم هذا الحق ل«منع رجال دين مسلمين من القدوم إلى بريطانيا». بونجلاوالا، الذى أشار إلى أنه لا توجد حتى الآن أى اتصالات مع السلطات بشأن زيارة جونز المقرر إجراؤها بعد نحو شهرين، أوضح أنه «ينبغى السماح لمن يريد القدوم إلى بريطانيا بالقيام بذلك، ولكن مع ملاحقته قضائيا إذا ما انتهك القانون». وكان القس الأمريكى قد أثار احتجاجات واسعة النطاق فى سبتمبر الماضى عندما دعا لحرق نسخ من المصحف الشريف بالتزامن مع الذكرى التاسعة لهجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن، قبل أن يتراجع فى نهاية المطاف بعد مناشدات وتحذيرات من كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية، وفى مقدمتهم الرئيس باراك أوباما. وبحسب تصريحات أدلى بها جونز قبل أيام، فقد تلقى دعوة من رابطة الدفاع الإنجليزية ذات التوجهات اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام والمهاجرين لإلقاء كلمة أمام تجمع للرابطة يقام فى بلدة لوتون بمنطقة برادفورد شمالى لندن فى الخامس من فبراير المقبل، حيث أوضح أنه سيلقى كلمة ضد «شرور الإسلام ونهجه التدميرى». ولكن المتحدث باسم المجلس الإسلامى، الذى تأسس عام 1997 ويمثل نحو 500 رابطة وجمعية مسلمة فى المملكة المتحدة، قال فى تصريحاته ل«الشروق» إنه يأمل فى ألا يدلى جونز بأى تصريحات «تثير الكراهية الدينية». وأوضح أن لدى القس جونز، وهو راعى كنيسة بروتستانتية صغيرة فى الولاياتالمتحدة، الحق فى «أن يقول ما يحلو له مادام ذلك فى إطار القانون، ولكن إذا ما انتهك القانون، فنأمل أن تعمل السلطات على ملاحقته قضائيا كما يجرى مع أى شخص ينتهك القانون فى بريطانيا». من جهة أخرى، قال بونجلاوالا إن دعوة رابطة الدفاع الإنجليزية للقس الأمريكى تؤكد بوضوح أنها معادية «للمسلمين كافة، وليس لمن تسميهم بالمتطرفين وحدهم..(فى ضوء) أن هذا الرجل كان يريد حرق نسخ من المصحف وهو الكتاب المقدس للمسلمين جميعا، وليس لمن يمكن تسميتهم بالمتطرفين فحسب». واعتبر أن تلك الدعوة تؤكد كذلك أن الرابطة، التى تأسست العام الماضى ونظمت احتجاجات فى أنحاء مختلفة من بريطانيا ضد ما تسميه «تطرفا إسلاميا»، تحاول «إهانة مشاعر كل المسلمين» الذين يبلغ عددهم فى المملكة المتحدة نحو 1،7 مليون نسمة أى بنسبة تقارب 2.8% من عدد السكان البالغ قرابة 60 مليون نسمة. ومن جانبها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى إنها «تبحث» مسألة منع جونز من زيارة البلاد، مؤكدة أن من صلاحيات منصبها القيام بذلك «سواء لدواع تتعلق بالأمن القومى أو لأن (وجودهم) لا يخدم الصالح العام».