أصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إحصائية بمحصلة عملياتها خلال 23 عاما، منذ تأسيس الشيخ أحمد ياسين للحركة في غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها. وأعلنت الكتائب أنها قدمت 1808 شهداء من مجاهديها منذ انطلاقة حماس، بينما تمكنت من قتل 1349 جنود إسرائيليين، وإصابة 6357 آخرين، وقالت إنها استهدفت الأراضي المحتلة ب10981 صاروخا وقذيفة هاون، وقامت ب1106 عمليات جهادية، منها 87 عملية استشهادية، وأضافت أنها نفذت 24 عملية أسر لجنود صهاينة منذ انطلاقة حركة حماس، وذلك سعيا منها لتحرير الأسرى، وما زالت كتائب القسام تحتفظ بالجندي جلعاد شاليط حتى الآن. وكانت عمليات القسام قد شهدت نقلة نوعية هائلة، على يد الشهيد يحيى عياش، مهندس الكتائب، الذي تركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطور لاحقا أسلوب الهجمات الاستشهادية، عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994م؛ حيث خطط ل11 عملية استشهادية، نفذت في الفترة من أبريل 1994م حتى نوفمبر 1995م، وتسبب في مقتل 410 إسرائيليين. وشكل اغتيال عياش في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996م باستخدام عبوة ناسفة، زرعت في هاتف نقال، كان يستخدمه أحيانًا، نقطة تحول واضحة في الصراع بين القسام وإسرائيل؛ حيث نفذ مجاهدو الكتائب سلسلة هجمات استشهادية؛ ثأرا لاستشهاده، أدت إلى مصرع نحو 70 صهيونيا، وجرح مئات آخرين. وكانت واحدة من أبرز العمليات التي أجرتها القسام كانت في ملهى دولفين الليلي بمدينة تل أبيب، عندما فجر سعيد الحوتري نفسه في تل أبيب، قرب منتصف ليل الجمعة الموافق 1/6/2001م، وأوقعت أكثر من 21 قتيلا، وما يزيد عن 150 جريحا، كما تم تدمير الجزء الأكبر من الملهى، وعدد كبير من السيارات القريبة منه، ولم يعرف حتى الآن العدد الدقيق لخسائر إسرائيل البشرية جراء الانفجار؛ حيث أحاط الأمن الإسرائيلي بالمكان لأكثر من ساعة، أصدر خلالها تصريحات متضاربة حول الخسائر. وأعلنت القسام حينها أنها نفذت هذه العملية بمادة شديدة الانفجار، تسمى (قسام– 19)، والتي طورها مهندسو الكتائب بمصانعهم الذاتية، في الاستخدام الثاني لها بعد عملية نتانيا، التي نفذها محمود مرمش، صباح الجمعة 18/5/2001م، وأسفرت عن 5 قتلي و70 جريحا. أما عملية الأسر المهم، فكانت لجلعاد شاليط، الذي تم أسره ونقله إلى قطاع غزة على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة؛ كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة ل"لجان المقاومة الشعبية"، وجيش الإسلام، في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذة اسم "عملية الوهم المتبدد". وقعت العملية في فجر 25 يونيو 2006م، واستهدفت قوة إسرائيلية مدرعة من لواء جفعاتي، متمركزة على حدود غزة، في موقع كرم أبو سالم العسكري، وانتهى هذا الهجوم بمقتل جنديين، وإصابة 5 آخرين بجروح، وأسر شاليط ونقلة إلى مكان آمن في قطاع غزة، في أكثر عمليات المقاومة تعقيدا، وما زالت حماس تحتفظ بشاليط لمبادلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني. وتشكل صواريخ القسام المطورة مخاوف متزايدة لدى قوات الاحتلال، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد صواريخ يصل مداها إلى أبعد من 60 كم، ما يعني -لو تأكدت هذه التقارير- أن حماس أصبحت قادرة على إصابة تل أبيب ومفاعل ديمونة النووي في أي حرب قادمة، وطبقا لتقدير موقع الخارجية الإسرائيلية؛ فإن أكثر من مليون إسرائيلي كانوا في مرمى نيران حماس قبل الحرب الأخيرة على غزة.