قررت السلطات البريطانية الاستعانة بوحدات من القوات الخاصة لتأمين المراكز التجارية الكبرى فى عدد من المدن الرئيسية خلال موسم التسوق الحالى، فى ظل مخاوف من شن تنظيم القاعدة هجمات مسلحة، على غرار هجمات مومباى التى شهدتها العاصمة الاقتصادية للهند قبل نحو عامين، وأوقعت أكثر من 160 قتيلا. وذكرت مصادر أمنية أن قرار اللجوء لنشر عناصر هذه الوحدات المعروفة باسم «إس آيه إس» يأتى فى ظل تدفق مئات الآلاف من الأشخاص على مراكز التسوق فى الفترة السابقة للاحتفال بعيد الميلاد، والذى يحل بحسب تقويم الكنائس الغربية فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى. ومن المقرر أن يتم نشر تلك الوحدات جنبا إلى جنب مع عناصر الشرطة فى المناطق الحيوية فى لندن وبرمنجهام وغيرهما من المدن الكبرى، وذلك للاستفادة من التدريب عالى المستوى الذى يتلقاه أفرادها والأسلحة المتطورة التى يتم تزويدهم بها. المصادر أوضحت أن التعليمات صدرت لعناصر القوات الخاصة ب«التعامل بسرعة وصرامة» فى حالة رصد أى «تهديد حقيقى وذى مصداقية» من قبل عناصر متشددة تستهدف حشود المتسوقين، ومن بينهم آلاف الأوروبيين الذين يتوجهون إلى لندن فى عطلات نهاية الأسبوع. وأشارت إلى أنه من المفترض أن تتولى هذه العناصر «الاشتباك مع أى مهاجمين وتحييدهم» بأسرع ما يمكن «لتقليص الخسائر البشرية فى صفوف المدنيين.. فى ضوء اقتناع خبراء مكافحة الإرهاب بأن الدقائق التسعين الأولى هى الأكثر أهمية لمنع وقوع عدد كبير من القتلى». وكانت السلطات البريطانية قد رفعت حالة التأهب فى صفوف قوات الشرطة خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة فى المطارات ومراكز التسوق؛ خشية وقوع أى هجمات مسلحة، على الرغم من عدم إعلانها بشكل رسمى عن رفع درجة «التهديد الإرهابى» الذى تتعرض له البلاد. وتعود المرة الأخيرة التى نفذت فيها القوات الخاصة مهمة داخل البلاد إلى عام 1980، حيث اقتحمت مبنى السفارة الإيرانية فى لندن لإنهاء عملية احتجاز رهائن نفذها ستة مسلحون؛ مما أسفر عن مقتل خمسة منهم وإنقاذ غالبية الرهائن. ونفت المصادر أن يكون قرار الاستعانة بالقوات الخاصة يرجع إلى عدم الثقة فى أداء وحدات الشرطة «المتخصصة فى محاربة الإرهاب مثل /سى أو 19/»، مضيفة أن اللجوء إلى قوات «إس آيه إس» يعود إلى خبرة هذه القوات فى «التعامل مع هجمات إرهابية واسعة النطاق»، مثل هجمات مومباى التى ضربت عشرة مواقع مختلفة فى المدينة الهندية، بينها فندق ومركز يهودى.