ببساطة شديدة ربما لا تتناسب مع انجازاته التى لا يعلم عنها احد شيئا فى مصر، حضر فؤاد سعيد المخرج ومدير التصوير والمخترع ندوته التى أقامها له مهرجان القاهرة تكريما له ولتاريخه الذى وصل إلى نيل الأوسكار فى الامتياز الفنى لاختراعه السينيموبايل «استوديو متحرك على عجلات منذ أكثر من 40 عاما» وهو الاختراع.. وقدم الندوة الكاتب الصحفى عادل حمودة وقام بتعريف الحضور بمقتطفات من حياة سعيد الحافلة بالإنجازات الفريدة والتاريخية. وقال إنه منذ نشأته يتيما وتربيته فى بيت خاله ثم دراسته للسينما ومعاونته لأحد فرق الأفلام الأجنبية التى صورت هنا ومنها فريق فيلم وادى الملوك والذى أهّلته ليسافر إلى هوليوود ليبدأ مشوارا طويلا بدأ منذ أن لاحظ سعيد أن 70% من الإنتاج يذهب فى نقل معدات ثقيلة للغاية فعمل على تطوير كل تلك المعدات وهو الأمر الذى قال عنه سعيد إنه ناضل من أجله طويلا مع احتكار بعض الشركات وكانت البداية عندما لاحظ أن وزن كاميرا السينما 180 رطلا ولم يجر عليها أى تعديل منذ أربعين عاما فعرض على بعض الشركات التطوير فرفضوا فلجأ إلى العمل وحده.. ليأتى بكاميرا 12 رطلا فقط وكانت أول طفرة.. لحقها بعد ذلك بالعمل على تطوير أجهزة الصوت فربطها مع الكاميرا باتصال لاسلكى ليعملا معا ويخفضا الوزن والجهد وبدأ فى انشاء أول عربة استوديو موبايل متنقلة، ولكنه واجه حربا مع إحدى الشركات المحتكرة تجارة المعدات.. إلى أن وجد منتج مسلسل شهير «آى سباى» تعامل معه واتفق على أن يساعده سعيد فى تصوير المسلسل الذى يطوف دول العالم ويمكث فى كل دولة 6 أسابيع لذا كان الاستوديو المحمول أكثر ملاءمة وتوفيرا له بعد أن طوره فؤاد سعيد عربة تستطيع دخول الطائرات لتطير إلى أى مكان فى العالم فى 24 ساعة.. وحكى سعيد أيضا حكاية تطويرهم لاستوديوهات الديجيتال ورغبتهم فى تصغير حجم الكاميرا لتحمل على الكتف وغيرها من التطويرات التى غيرت مستقبل التصوير فى العالم.. وأيضا أهلته ليطور مستقبل البث فى عالم الأخبار.. ففى أثناء رحلة التطوير اعتمد فى البث على الأقمار الصناعية فعلمت المخابرات المركزية هذا الأمر فطلبت منه أن يقوم بتغطية رحلة نيكسون إلى الصين وروسيا أثناء الحرب الباردة وبالفعل سافر بعربة استوديو وقام ببث الزيارة إلى العالم كله وكان أول بث مباشر عبر الأقمار الصناعية فى التاريخ. ويقول فؤاد سعيد: «لم أشرك أحدا معى حتى لا يشتت أفكارى فاصحى يوميا وأعكف على تجاربى وكنت مجنونا فقط بالعمل فى تطوير التصوير السينمائى».. وحكى حمودة عنه أنه كان يملك شنطة أوراق شخصية طورها ليتصل من خلالها بالعالم كله ليتابع أعماله التى انتشرت فى جميع الأنحاء وكانت تعتبر بمثابة موبايل ضخم. وبعد سؤاله عن إذا كان النجاح للمصرى محصورا فقط فى السفر للخارج قال سعيد: يقولون فى الصين إن أكبر عدو لك هو أنت «لذا جاهد نفسك وافعل ما تريد مهما كانت الصعوبات التى هى فى الخارج أكثر من مصر ولكن الرغبة هى أهم كل شىء». وسؤل سعيد عن ما تحتاجه السينما المصرية فقال: التسويق، فذات مرة وجد فيلم صراع فى الوادى يبث فى التليفزيون الصينى ومترجم للصينية.. ولذا يجب ان تقوم السينما المصرية بالتسويق لنفسها لأن الاعتماد على السوق العربية وحدها خاطئ جدا.. وبالنسبة إلى مارلين مونرو الذى قام بتصويرها وارتبط بعلاقة صداقة معها قال: مارلين لم تكن أجمل البنات فهناك مئات البنات أجمل منها ولكن سر تألقها هو تنظيمها الشديد لحياتها ونشأتها الريفية والتى جعلت منها فتاة على الفطرة بشكل كبير. أما عن نيلة جائزة الأوسكار قال: كنت شابا وقتها ولم أكن أهتم إلا بعملى ولم أكن أعرف شيئا عن الأوسكار إلى أن كلمونى ذات يوم وقالوا لى لقد فزت بها فقلت شكرا واعتبرها هدية من الله لا دخل لى بها.