هددت كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، بقصف كوريا الشمالية إذا حاولت مهاجمتها مجددا في تصعيد للهجتها بعد أن حذرت الولاياتالمتحدة من أن بيونجيانج تشكل "خطرا فوريا" على المنطقة. وجاءت تلك التصريحات على لسان كيم كوان جين، وهو جنرال متقاعد، أثناء جلسة لبرلمان كوريا الجنوبية للموافقة على تعيينه وزيرًا للدفاع، وبعد يوم من قول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن كوريا الشمالية تشكل "خطرا فوريا" على المنطقة وخطرا على العالم على المدى الطويل. وسئل كيم كيف سيرد على هجوم جديد بعد هجوم الأسبوع الماضي الذي استهدف جزيرة يونبيونج الجنوبية قرب الحدود البحرية المتنازع عليها، والذي أسفر عن مقتل اثنين من أفراد مشاة البحرية واثنين من المدنيين، فقال: "إذا حدثت استفزازات أخرى سنستخدم بالقطع الطائرات لقصف كوريا الشمالية". ويوجه الشطر الشمالي وحده أكثر من 5000 صاروخ صوب سول عاصمة كوريا الجنوبية التي يقطنها هي والمدن التابعة لها نحو 25 مليونا. وتملك كوريا الجنوبية نحو 490 طائرة مقاتلة. وطوال نحو 60 عاما يفصل بين الكوريتين منطقة حدودية هي الأكثر تسلحا في العالم. وهما في حالة حرب رسمية منذ انتهاء الحرب بينهما عام 1953 بهدنة لا باتفاق سلام. وأظهرت استطلاعات الرأي الحديثة أن معظم الكوريين الجنوبيين يعتقدون أن سول كان عليها أن ترد بقوة أشد على هجوم الأسبوع الماضي، ما دفع الحكومة إلى تشديد لهجتها. لكن في مؤشر على أن أي تصعيد يخضع لقيود واصل المجمع الصناعي المشترك بين الكوريتين الواقع في الشطر الشمالي عمله، وعبر 200 كوري جنوبي الحدود اليوم. وتراجعت بشكل ملحوظ اللهجة الحادة لكوريا الشمالية خلال اليومين الماضيين. ذكر مصدر عسكري، اليوم الجمعة، أن كوريا الشمالية أضافت مزيدا من الصوارخ متعددة الإطلاق القادرة على ضرب العاصمة الكورية الجنوبية وسط تصاعد التوترات بشأن الهجوم المدفعي المميت الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية. وقالت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء إن الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى لكوريا الشمالية والقادرة على إسقاط قذائف على العاصمة الكورية الجنوبية سول التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا من الحدود، هي أكبر مصدر للقلق العسكري لكوريا الجنوبية. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن كوريا الشمالية زادت مؤخرا عدد صواريخها متعددة الإطلاق بحوالي مئة قطعة لتصل إلى 5200.. يمكنهم شن هجوم مركز من قواعدهم على سول، والمناطق المجاورة". وأضاف المصدر أن أجزاء من المنظومة الصاروخية متعددة الإطلاق التي تتسم بمدى إطلاق فعال يصل إلى 60 كيلومترا يمكنها أن تطلق ما بين 12 و22 صاروخا طول الواحد خمسة أمتار. ولم يكشف المصدر ما إذا كان جرى نشر الصواريخ الجديدة متعددة الإطلاق بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية. ويجري وزراء خارجية الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية محادثات في واشنطن، يوم الاثنين القادم، لبحث المسألة الكورية الشمالية. ولا تشارك في محادثات واشنطن الصين الحليف المقرب لبيونجيانج التي تضغط من أجل استئناف المحادثات السداسية التي تشملها الى جانب الكوريتين والولاياتالمتحدةوروسياواليابان. وهذا يعني أن محادثات واشنطن ليس أمامها فرصة كبيرة للخروج من المأزق في إطار توجه دولي مشترك للتعامل مع التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية. وقال كيم، وزير الدفاع الكوري الجنوبي، إن هجوم الأسبوع الماضي تسبب في أخطر أزمة منذ الحرب الكورية، لكنه لا يرى احتمالا كبيرا في نشوب حرب شاملة في حالة رد الجنوب بقوة أكبر على أي هجوم جديد. وقال: "سيصعب على كوريا الشمالية أن تشن حربا شاملة لأن هناك بعض العناصر التي تزعزع الأمن، منها الاقتصاد الوطني وانتقال السلطة". ويقول محللون إن الشمال سيتفادى على الأرجح القيام بعمل استفزاي في المستقبل القريب. وبدأت القوات الأمريكيةواليابانية تدريبات عسكرية مشتركة، اليوم الجمعة، في تكثيف للضغوط على كوريا الشمالية. وانضمت كوريا الجنوبية لأول مرة كمراقب لمناورات اليوم، بينما تسعى الدول الثلاث إلى إهالة الضغوط على بيونجيانج. وقبل المناورات العسكرية الأمريكيةاليابانية المشتركة أجرت كوريا الجنوبية مناورات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع بعد أن قصفت كوريا الشمالية جزيرة يونبيونج بالمدفعية. وردت كوريا الجنوبية النيران بعد دقائق، مما صعد التوترات بين شطري كوريا. ويشارك في المناورات العسكرية الأمريكيةاليابانية التي بدأت اليوم نحو 44500 فرد من البلدين وتجري في المياه الواقعة إلى الشرق من جزيرة أوكيناوا في جنوباليابان، والتي تستضيف قاعدة أمريكية مثيرة للجدل. وستشارك في المناورات التي تستمر ثمانية أيام نحو 60 سفينة تتقدمها حاملة الطائرات جورج واشنطن و400 طائرة. وقالت كلينتون في بشكك عاصمة قازاخستان، وفقا لنص نشرته الخارجية الأمريكية: "تشكل كوريا الشمالية خطرا وشيكا على المنطقة من حولنا، خاصة على كوريا الجنوبيةواليابان". "وهي تشكل خطرا على المدى المتوسط بالنسبة إلى الصين في حالة انهيارها نظرا للاجئين وعوامل عدم الاستقرار الأخرى. كما تشكل خطرا على العالم كله على المدى البعيد بسبب برنامجها النووي وتصديرها للسلاح إلى شتى أنحاء العالم". وصرحت بأن كوريا الجنوبية مارست "ضبط النفس بشدة". وفي تصريح لاحق في المنامة قالت وزيرة الخارجية الامريكية إن كوريا الشمالية وإيران يمكنهما تفجير سباق تسلح إقليمي من خلال برامجهما النووية السرية التي قالت إنها تهدد السلام والأمن في أرجاء العالم. ووصف توشيمي كيتازاوا، وزير الدفاع الياباني، المناورات العسكرية التي بدأت اليوم بأنها "تدريبات معتادة" تجري كل عامين. وأضاف: "بالطبع التغيرات في الموقف الأمني الإقليمي توضع في الاعتبار. لكن هذا ليس موجها ضد أي دولة بعينها". وردت جيانغ يو، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، على الانتقادات التي وجهت لبكين بزعم عدم بذلها الجهد الكافي لكبح جماح حليفتها كوريا الشمالية بتوجيه انتقاد ضمني للمناورات العسكرية التي جرت بين أمريكا وكوريا الجنوبية. وقالت: "من يشهر السلاح يجدون له مبررا، والصين التي تدعو للمحادثات هي التي تتعرض للانتقاد. فهل هذا مبرر؟". ولم تستجب بشكل إيجابي على دعوة الصين لإجراء محادثات سداسية طارئة سوى روسيا.