اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بعدة قضايا مصرية، أهمها نزاهة القضاء في مواجهة فساد الانتخابات البرلمانية وتزويرها، وغموض المشهد بعد انسحاب الإخوان المسلمين وحزب الوفد من الانتخابات، ورفض مصر تدخل واشنطن في سير العملية الانتخابية، وارتفاع إيرادات الضرائب العامة، وأخيرا أهمية زيارة أمير قطر الأخيرة لمصر. المشاركة في الانتخابات سوء قراءة للشارع المصري شبه عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة (القدس العربي)، الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة بانتخابات الجزائر 1990، عندما ألغت الحكومة الانتخابات ونتائجها لتمنع الإسلاميين من الوصول للبرلمان، إلا أن الحكومة المصرية لم تقم بهذا فعليا، وإنما فرغت الانتخابات من مضمونها، ومارست كل أنواع التزوير والبلطجة للقيام بنفس الغاية. وحمَّل عطوان الإخوان المسلمين مسؤولية الخطأ الفادح في قراءة الوضع الراهن، وخوض الانتخابات، رغم أن التلاعب بها معروف للجميع، وأرجع مشاركتهم إلى الطمع في مقاعد أكثر بالبرلمان، الذي فازوا بأكثر من 88 مقعدا من مقاعده عام 2005. غموض المشهد السياسي وإصرار (التجمع) أما صحيفة (الشرق الأوسط)، فقد أشارت إلى غموض المشهد السياسي بعد انسحاب الإخوان المسلمين وحزب الوفد من خوض جولة الإعادة، مشيرة إلى تصريحات بعض قيادات الحزب الوطني الحاكم، التي قيل فيها إن انسحاب الوفد واستقالة نائبه من مجلس الشورى ليست مؤكدة. من جانبه، لم يقرر حزب التجمع اليساري بعد ما إذا كان بصدد خوض جولة الإعادة أم لا، خصوصا بعدما استقال 75 من أعضائه، من بينهم النائب البدري فرغلي، احتجاجا منه على خيانة التجمع، وتحوله ليصبح فرعا للحزب الوطني، بحسب تصريحاته. أما صحيفة (النهار) اللبنانية، فقد أوردت رد فعل الحزب الوطني الحاكم على الأزمة السياسية، وأعلن، أمس الأربعاء، الملياردير أحمد عز، أمين التنظيم بالوطني، أن المعارضة تعلق فشلها على الحزب الحاكم، ولهذا انسحبوا بعد فشلهم من الانتخابات. اللجنة تتجاهل معظم الأحكام القضائية ذكرت صحيفة (الوطن) القطرية، أن اللجنة العليا للانتخابات تجاهلت 1200 حكم قضائي متعلق بالانتخابات، بأغلبية أصوات وصلت إلى 10 مقابل 1، وقررت الاكتفاء بتنفيذ 15 حكما آخرين، تتعلق بإدراج مرشحين في بعض المحافظات. 33 مليار جنيه إيرادات الضرائب ومن (الوطن) أيضا، بلغت إيرادات الضرائب 33 مليار جنيه، حيث ارتفعت إيرادات الضرائب العامة بنسبة 12.4%، نتيجة لزيادة الضرائب المبيعات على السلع والخدمات بنسبة 17.1%، وهو ما يساوي 21.4 مليار جنيه، مقابل 18.3 مليار جنيه للعام السابق. كما زادت نسبة ضرائب الدخل والأرباح الرأسمالية لتصل إلى 2.4%؛ وهو ما يبلغ 11.8 مليار جنيه، مقابل 11.4 مليار جنيه للعام الماضي. أما إجمالي الإنفاق العالم فبلغ 97.7 مليار جنيه، مقابل 94 مليار العام الماضي، وأرجع تقرير وزارة المالية السنوي هذه الزيادة إلى زيادة الإنفاق على أجور العاملين وتعويضاتهم بنسبة 13.1%. مذبحة الانتخابات ونزاهة القضاة وجه د. عبد الله هلال تحية إلى قضاة مصر في مقاله ب(القدس العربي)، واصفا إياهم ب"الملاذ الأخير" لمصر وللمواطن المصري، بعد أن تصدوا للتزوير والفساد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ووصف هلال ما حدث أنه "اغتصاب لمصر في عرض الطريق"، مؤكدا أن مجلس الشعب باطل، وبالتالي كل ما يصدر عنه باطل أيضا؛ لأن العملية الانتخابية كانت مجرد "مذبحة"، تم استخدام كل وسائل التزوير فيها لتظهر نتائج لا تعبر عن المواطن المصري. مصر ترفض التدخل الأمريكي في الانتخابات أشارت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية إلى رفض مصر الانتقادات الأمريكية للانتخابات البرلمانية، معتبرة أنه "تدخل غير مقبول في شؤونها الداخلية". وأعرب حسام زكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، عن رفض مصر لما ورد بالبيانين الصادرين عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بشأن الانتخابات البرلمانية، باعتباره تدخلا غير مقبول في شؤون مصر الداخلية. وأبدى زكي الاستياء مما تضمنه البيانان من "مغالطات واضحة، ومزاعم حول تقييد الحريات الأساسية والإعلامية خلال العملية الانتخابية؛ وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع ما شهدته الانتخابات من منافسة محتدمة، وفرص متكافئة للقوى السياسية كافة". زيارة أمير قطر لمصر إنسانية كتب محمد صلاح في صحيفة (الحياة) اللندنية، يقول: إن وسائل الإعلام لم تهتم بزيارة أمير قطر الأخيرة إلى مصر، والتي استمرت لساعتين فقط، وكانت شبه مفاجئة؛ لأنها لا تهتم إلا بأخبار المشاحنات بين مصر وجيرانها العرب. وأشار إلى أن زيارة الأمير كانت لافتة إنسانية بحتة، حيث تُوفي مدرسه المصري أحمد علي منصور، وقرر الأمير تقديم واجب العزاء بنفسه لأسرة الفقيد. واعتبر المحللون أن الزيارة ليست مجرد زيارة عزاء، وإنما خطوة جديدة لإصلاح العلاقات بين مصر وقطر، خاصة بعد زيارة المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزارة الاستثمار للدوحة، وزيارة الرئيس حسني مبارك الأسبوع الماضي لقطر، مما أزال كثيرا من التوتر بين الطرفين المصري والقطري.