فى الخليج العربى، لا يقتصر استخدام البلاك بيرى على رجال الأعمال الذين يتعرضون للمضايقات. بل إن الشباب يرون فى الهواتف المحمولة الذكية، وما يرتبط بها من شبكة اجتماعية، وسيلة للتحايل على القيود التى تفرضها مجتمعاتهم المحافظة. لكن ثورة الهواتف المحمولة لا تتوقف عند هذا الحد. ذلك أنه بين 2007 و2009، نما استخدام الاتصالات بمعدل كبير فى الشرق الأوسط (بلغ معدل نمو استخدام الهواتف 31.7%)، مقارنة ب23.6% فى منطقة آسيا والمحيط الهادى، وفقا لبحث قامت به أكسيوم تليكوم، أكبر موزع لطرز الهواتف المحمولة فى الشرق الأوسط. وتأمل مجموعة أكسيوم فى أن يأتى هذا التطور فى صالح اكتتابها العام المقرر الشهر المقبل وهو يعتبر أول عملية طرح جديدة تحدث فى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عامين. وتأمل الشركة فى التوصل إلى صفقة مربحة مع شركة ريم التى تنتج أجهزة البلاك بيرى. ومع ذلك، فإنه حتى فى منطقة الخليج المحبة للبلاك بيرى، يعتبر هامش الربح ضيقا للغاية. وسوف تطرح أكسيوم تليكوم 35% من أسهمها فى ناسداك دبى فى ديسمبر. وقد توصلت المجموعة إلى اتفاق مع ريم فى المملكة المتحدة لأجل توزيع أجهزة البلاك بيرى مباشرة من المنتج. وتأمل الشركة فى مضاعفة هوامش الربح الناتجة عن مبيعات أجهزة المحمول الذكية، التى من المتوقع نموها فى المنطقة بمعدل 41% سنويا حتى عام 2014. وقد شكك بعض المستثمرين فى إمكانية نجاح الاكتتاب العام لأكسيوم، وتساءلوا كيف يمكن لشركة حققت ربحا قدره 6 ملايين دولار فقط العام الماضى أن تقيم نفسها بين 760 مليون دولار، و1.1 مليار دولار. لكن السبب فى هذا الربح الهزيل كان انخفاض سعر الأرض ومشكلة انهيار البورصة. ويقول مصدر قريب من الشركة أنه من المتوقع أن تحقق أكسيوم التى تسيطر على السوق فى الإمارات، وتتمتع بوضع جيد فى السعودية صافى ربح قدره 43 مليون دولار عام 2010. وكما أنه من المتوقع أن تصل الأرباح فى العام المقبل إلى 94 مليون دولار. ويشعر بعض المستثمرين بالقلق إزاء قدرة أكسيوم على النمو، بالنظر إلى أن الشركة تبيع بالفعل ثلثى أجهزة البلاك بيرى فى الإمارات حاليا. ويرد داعمو الشركة على ذلك بالقول إنه يمكن توسيع نموذج التوزيع متناهى الصغر الذى تتبعه الشركة حيث تورد إلى نحو 95% من المحلات الصغيرة التى تبيع الهواتف المحمولة فى الإمارات ليشمل السعودية ودول الخليج الأخرى. وبالرغم من أن أكسيوم لديها تعاملات فى الهند وجمهورية جنوب أفريقيا، فإنها قد توقفت عن العمل فى مصر، لأنه حسب قول المصدر المشار إليه فى السابق «لم تنجح طريقة عملها هناك». وحيث إن نصيب الشركة من سوق الهواتف المحمولة الذكية فى الإمارات والسعودية يزيد عن 50%، فإنها تأمل فى تحقيق المزيد من الأرباح فى ظل حرص رجال الأعمال والشباب على اقتناء البلاك بيرى.