يبدو أن الانتخابات البرلمانية المصرية 2010 كانت محط أنظار العالم كله، فقد أفردت معظم الصحف العالمية صفحات لتغطية الانتخابات قبل أن تبدأ، وأولت صحف غربية أخرى اهتمامها لما تمثله الانتخابات من أهمية بالنسبة للشارع المصري والشرق الأوسط والإدارة الأمريكية. فقد بدأت صحيفة "تايم" الأمريكية تحليلها للانتخابات البرلمانية، بالإشارة إلى اعتماد حملات المرشحين بشكل عام على التشهير بالمنافسين، وشراء الأصوات بالأموال. وقالت إن الانتخابات المصرية أصبحت رمزا لقمع الناخبين، سواء بالاعتقال أو بالضرب، ومنعهم من الوصول إلى مراكز الاقتراع، وتسويد البطاقات، وتزوير إرادة المصريين. وأكدت ال"تايم"، أنه لا يوجد شخص واحد في مصر مقتنع بنزاهة الانتخابات التي جرى التصويت فيها، اليوم الأحد، كما أنها أبعد ما تكون عن الديمقراطية، وأشارت إلى تغيير إستراتيجية النظام هذه المرة؛ حيث قام بتكميم أفواه وسائل الإعلام، وجعل القنوات الإعلامية تمارس نوعًا من الرقابة الذاتية على نفسها؛ لكي لا تتعرض للإغلاق هي الأخرى، وبهذه الطريقة لا يتم فضح التزوير والتلاعب بصناديق الاقتراع أمام العالم كله. "كوتة المرأة" إهانة للمرأة أما مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فسخرت من الانتخابات البرلمانية 2010، التي حاول مسؤولو الحزب الوطني والحكومة ترويج فكرة تمكين المرأة سياسيًّا فيها، من خلال منح 64 مقعدًا في المجلس لكوتة المرأة. وقالت المجلة إن مرشحات جماعة الإخوان المسلمين تعرضن لحملات تشهير، وتقطيع لافتات الدعاية لهن، ومطاردة أنصارهن، بل ووصل الأمر إلى تخريب مقارهن الانتخابية، وتلفيق تهم تخل بالشرف؛ من أجل إخراجهن من المعركة الانتخابية بأكملها. وأشارت المجلة إلى أنه بغض النظر عن حيلة استخدام أصوات المرشحات في دعم سياسات الحكومة فيما بعد، فإن المجتمع المصري ومجتمعات الشرق الأوسط عمومًا، القائمة على التفكير الذكوري والبلبلة السياسية، لا يرتاح كثيرًا للتصويت لصالح امرأة. ورجح البعض أن يكون الأمر كله له علاقة بتحسين سلطة الحزب الوطني الحاكم داخل البرلمان، وليس له أي دخل بتطوير ودعم دور المرأة سياسيًّا. مؤشر قوي من جهتها، رجحت صحيفة "سيدني مورننج هيرالد" الأسترالية، أن تكون الانتخابات البرلمانية مجرد تمهيد لتسهيل استيلاء الحزب الوطني على الأصوات، سوف يكون له أكبر الأثر في الانتخابات الرئاسية 2011، والتي قد تشهد مفاجآت كبيرة في ظل انقسام الحزب الحاكم. وفي صحيفة "الجارديان"، أشار جاك شينكر، مراسل الصحيفة في مصر من مدينة الإسكندرية، إلى أن كل الأطراف، سواء داخل مصر أو خارجها، يراقبون سير الانتخابات عن كثب؛ لأنها مؤشر قوي لمعالم الحقبة الرئاسية، التي من الممكن أن تكون الأخيرة، طبقًا لما سيحدث في انتخابات الرئاسة العام المقبل. وأوضح شينكر أن الانتخابات معيبة من قبل إجرائها، وهي مجرد ظل للديمقراطية المفقودة في مصر، كما أنه من المستحيل تجنب التعذيب والاعتقالات المتعسفة في دولة بوليسية بالأساس. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر