يزعجنى رد الفعل أحيانا أكثر من الفعل نفسه، فبعد زيارة الموسيقار الصهيونى دانيال بارينبويم إلى الأوبرا انهالت ردود الأفعال وتبارت الأقلام والبرامج للتعبير عن رأيهم فى زيارة «بارينبويم الأول»، وهذا فى رأيى من صميم «الحرية والديمقراطية»، لكن أن تجنح هذه البرامج والأقلام إلى حد توجيه الاتهامات والتهديد والوعيد ضد من يخالفهم الرأى فتلك من صميم «الخيابة». أنا شخصيا ضد زيارة «الموسيقى دانيال» للقاهرة حتى لو دخل بجواز سفر هندى وليس إسبانيا، كما ادعى وهذا لا يعنى اننى ضد النظام أو ضد السلام ولا أقبل أن يتهمنى أحد بالجهل أو أن رأيى هذا يعد سقطة لا تغتفر كما لا أقبل أن يتهم من وافقوا على زيارته بالخيانة والعمالة. بهذه المناسبة أريد أن أسأل الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة: هل سيوافق فى هذا التوقيت على أن تعزف الأوبرا إبداعات الموسيقار الإيرانى «مجيد انتظامى» أو حتى مواطنه «لوريس جكنافاريان»؟ مجرد سؤال يا معالى الوزير ياه يا مصر.. «أنا كنت فين لما شيبتى أنا هنت لما إنتى هنتى» أغنية بديعة غناها محمد منير وجدتها تحتل عقلى عندما شاهدت صورة السيدة العجوز من أهالينا فى دهشور، وهى تقبل يد مبعوثة العناية الإسبانية النائبة ماريا تيريسا، التى ظنت وهى توزع عطاياها أنها الأم تيريزا.. و«ما فيش فايدة» عبارة بديعة أيضا قالها سعد زغلول استوطنت الجزء الباقى من دماغى عندما راح المذيع والإعلامى مفيد فوزى يدافع عما قامت به المحسنة الإسبانية فى برنامج القاهرة اليوم. سودوكو للجودة والاتقان سحر خاص يدوم ويدوم، فلا يزال مسلسل رأفت الهجان، الذى تعرضه قناة النيل للدراما بعد سنوات طويلة من عرضه لأول مرة يشهد إقبالا كبيرا أشعر به من خلال ال«sms»، التى تتدفق على القناة وقت عرضه. لكنى أريد أن أعرف من هو العبقرى الذى نسق عرض المسلسل لنرى فى المسلسل نكسة يونيو 1967على الشاشة فى نفس اليوم، الذى تحتفل فيه مصر كلها بعيد تحرير سيناء ؟!