الناقد على أبوشادى إضافة جديدة لمهرجان الإعلام العربى، فخبرته الواسعة فى إدارة المهرجانات السينمائية تؤهله للمشاركة فى وضع الصيغة الجديدة لهذه التظاهرة الإعلامية، وذلك بعد أن تم الاستعانة به كرئيس للجان تحكيم المهرجان. حيث أعلن المهرجان فى خطوة جريئة عن تحكيم الأعمال المشاركة فى مسابقاته الرسمية للدورة 16 عن طريق الكمبيوتر هى الآلية التى تم ابتكارها مع قدوم أبوشادى، ولكنها تحتاج توضيحا من جانب إدارة المهرجان ورئيس لجان تحكيمه، وفى حديثه معنا يجيب أبوشادى عن كل التساؤلات التى أحاطت بكيفية تحكيم الأعمال المشاركة فى الدورة الجديدة، وتعارض المهرجان مع مهرجانات أخرى. ويقول إن المهرجان يتلقى أعدادا ضخمة من الأعمال المشاركة فى مسابقاته، ويأخذ فرزها وتقييمها وقتا وجهدا كبيرا، ومن هنا تقرر أن ترسل تلك الأعمال للمحكمين عبر الانترنت أو على أسطوانات ترسل لهم بالبريد ليقوم المحكم بمشاهدتها واختيار أفضل خمسة أعمال منها، ويخطر بها إدارة المهرجان فى استمارة خاصة، ومن خلالها ترصدها إدارة المهرجان تلك الأعمال الخمسة التى يختارها كل محكم. وتقوم بمنحها درجات، وفق عدد الأصوات التى حصلت عليها، وعلى أساس الدرجات التى يحصل عليها كل عمل يتم اختيار أفضل خمسة أعمال لتقوم اللجنة خلال اجتماعها بالقاهرة بإعادة ترتيبها وتختار أفضلها ليحصل على الجوائز، وبهذه الطريقة نتيح مساحة أكبر من تكثيف عمل اللجان والتركيز على الأعمال الجيدة. وما هى المعايير التى وضعتها كرئيس للجان التحكيم لاختيار الأعمال التى تفوز بالجوائز؟ أولا، أود الإشارة إلى أن عضو أى لجنة من لجان التحكيم لن يعرف أسماء باقى لجنته فى المرحلة الأولى من التحكيم، والتى ستتم بالمراسلة، وهذا يضمن قدرا أكبر من الاختيار بعيد عن الضغوط وتأثير بعض المحكمين على باقى أعضاء اللجنة بشكل أو بآخر، وسنضمن أن الأعمال التى ستدخل فى المنافسة على الجوائز هى أفضل الأعمال من وجهة نظر أغلب أعضاء اللجنة، وفى النهاية فإن كل لجنة ستختار الأعمال الفائزة وفق ثقافة ورؤية غالبية أعضائها. وهل يكون النظام الجديد للتحكيم بالمهرجان دورا فى ضغط عدد أعضاء اللجان؟ المهرجان هذا العام يتضمن 27 مسابقة لكل منها لجنة تحكيم خاصة بها، ومنها 16 مسابقة تليفزيونية، و11 مسابقة إذاعية، وتتشكل اللجان بين 9 أو 10 أعضاء من المتخصصين فى هذه المجالات بالدول العربية، ومن هنا قد يصل عدد المحكمين فى المهرجان إلى 260 عضوا، وهذا العدد يتناسب مع عدد المسابقات، وطبيعة المهرجان الذى يتناول فروعا كثيرة من فنون الإنتاج الإعلامى. وجودك على قمة لجان التحكيم يدفعنا للسؤال عن تجديد الوجوه فى لجان التحكيم؟ بالفعل هناك العديد من الأسماء التى تظهر لأول مرة كمحكمين، ودعنى أقول إن هناك ما يقرب من 40% من أعضاء اللجان وجوها جديدة على المهرجان، ونحن أيضا نحافظ على وجود الأشقاء العرب والذين يمثلون 50% من تشكيل اللجان، ولكن هناك أسماء كبيرة فى مصر والوطن العربى يهمنا وجودها بشكل دائم فى المهرجانات المصرية، وأحب أن أشير هنا إلى أن المهرجان يضم العديد من اللجان الأخرى التى تعمل فى فرز وتصنيف الأعمال المشاركة بالمسابقات أو تلك اللجان التى تختص باختيار الأعمال التى ستشارك فى المهرجان باسم قطاعات ماسبيرو. وهل هناك تغيير أيضا فى لجنة مسابقة نجيب محفوظ لكتاب الدراما؟ مسابقة نجيب محفوظ هى بمثابة جائزة خاصة، ولها لجنة تحكيمها التى يرأسها الدكتور فوزى فهمى، وأغلب الظن أنه لن يطرأ تعديل على تشكيل هذه اللجنة. هناك خلاف على تنظيم المهرجان لمسابقات الفيلم القصير والتسجيلى بينما يوجد مهرجان آخر أكثر تخصصا هو مهرجان الإسماعيلية السينمائى، فما تعليقك على التضارب بين المهرجانين؟ هناك اختلاف كبير بين المهرجانين، فمهرجان الإسماعيلية يعمل فى نطاق الدولية، والأساس فيه هو تقييم الأعمال باعتبارها أفلاما سينمائية، بينما يعمل مهرجان الإعلام فى إطار عربى، ويركز على تلك النوعية من الأفلام من منطلق أنها مواد إعلامية، ومن هنا تكون اختلاف وجهات النظر فى التعامل مع هذه الأفلام فى المهرجانين، ومن وجهة نظرى لا أرى تعارضا بين المهرجانين. ومن وجهة نظرك، ألم ترى أن ضغط المهرجان فى أربعة أيام فقط يأخذ كثيرا من جماهيرية هذه التظاهرة؟ مهرجان الإعلام العربى له طبيعة خاصة فهو ليس مهرجانا جماهيريا مثل مهرجانات السينما التى تقدم عروضا للجمهور فى دور السينما والمواقع الثقافية، وإنما هو مهرجان للمحكمين والإعلاميين الذين يجدون فرصة للتنافس على جوائز فى مجال العمل الإعلامى، والجانب الجماهيرى فى المهرجان يقتصر على الندوات التى تقام ضمن فاعلياته، ومن هنا لا أرى أن ضغط أيام المهرجان لن تؤثر على المهرجان. انفصال بعض أقسام المسابقات وتحويلها لمهرجانات مستقلة؟ أعتقد أن المهرجان قد اكتسب مساحات واسعة من الاحترام فى المنطقة العربية بشكله الحالى، فهو أقدم مهرجان عربى لفنون الإعلام، وترسخت هذه النظرة للمهرجان وأنشطته مع الوقت، لأنه يعد أكبر وأهم تظاهرة عربية فى فنون الإعلام.