فوجئ طلاب الفرقة الرابعة بكلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة بقيام قسم التركيبات الصناعية بتوزيع خامات مجانية ومنتهية الصلاحية عليهم، من التى يستخدمونها فى تحديد مقاسات أسنان المرضى المترددين على عيادات الكلية بغرض تلقى العلاج على أيدى طلاب متدربين وتحت إشراف الأساتذة وموافقة المريض. أكد الطلاب ل«الشروق» أنها المرة الأولى التى تعطيهم فيها الكلية خامات مجانية، حيث كانوا يشترونها من قبل على اعتبار أنها أدوات تدريب، وذكر الطلبة أن بعضهم حصل على عبوات انتهت صلاحيتها فى 2008 والبعض الآخر تسلم عبوة انتهت صلاحيتها فى 27 يوليو 2009، وأنهم متخوفون من استخدامها مع المرضى لما قد يترتب عليه من خطورة على صحتهم، مبدين اندهاشهم من استمرار صرف الخامات لبعض زملائهم على الرغم من إخطارهم لأساتذة القسم بما حدث. «الشروق» تأكدت من صحة شكاوى الطلبة وحصلت على عبوة من الخامات المنتهية الصلاحية وهى «white-zinc oxide paste» و«red-eugenol paste»، حيث يشير تاريخ صلاحية العبوة إلى انتهائها فى عام 2008، وذكر أحد الأساتذة بالكلية - فضل عدم ذكر اسمه - أن تلك الخامات كانت فى مخازن الكلية ولا يمكن أن توزع على الطلاب إلا بموافقة كتابية من عميد الكلية ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب ورئيس قسم التركيبات الصناعية، وأن تكلفة تلك الخامات تبدأ من 100 جنيه، وليس من عادة الكلية توزيع أى خامات بشكل مجانى على الطلبة. وشرح أستاذ آخر مهام تلك الخامات وخطورتها قائلا: تلك الخامات مادة أساسية فى طب الأسنان وتستخدم بعد خلطها معا ووضعها فى حامل لأخذ مقاس فم المريض دون أن يبلعها، ويضيف أن خطورتها تتمثل فى لمسها للغشاء المخاطى المغلف للفم الذى يمتص أى مواد بشكل سريع، وينقلها إلى داخل الجسم، وفى حالة انتهاء صلاحية تلك الخامات يحدث تغير فى الخواص الفيزيائية والكيميائية بشكل يضر المريض. البداية كانت رسالة إلكترونية تسلمها الطلبة من أحد المنتديات على موقع الفيسبوك تطالبهم بتسلم الخامات بكارنيه الكلية من قسم التركيبات بدون أى مقابل، هذا ما أوضحه أحد الطلاب، وتابع ضاحكا: «لم نصدق الرسالة حتى تسلمنا بالفعل العبوات وبعدها اكتشفنا أنها منتهية الصلاحية وقلنا جميعا فى نفس واحد: علشان كده». مصدر بالكلية قال إن تلك الخامات تم توزيعها على ما يقرب من 400 طالب، ولم يتبق منها الا القليل، وتوقع المصدر أن يكون سبب قيام الكلية بتوزيعها مجانا على الطلبة هو سرعة التخلص منها من المخازن، وعدم تحمل أى مسئولية أمام أى جهة رقابية. «نحن أعلم بما يصلح ولا يصلح الطلبة والمرضى» كان هذا رد حمدى أبو الفتوح رئيس قسم التركيبات الصناعية بالكلية، ورفض تدخل الشروق فى هذا الامر قائلا: «وأنتم مالكم هذا يخص الكلية»، ودعا «الشروق» ساخرا إلى رفع دعوى قضائية ضد الكلية، ولم يرد على مسألة انتهاء الصلاحية الخامات الا بغير «يمكن مد صلاحية الخامات إلى عام كامل بلا خوف على المرضى»، ثم أحال الموضوع إلى عميد الكلية «لأنه هو المتخصص فى هذا النوع من الأسئلة» على حد قوله. وعلمت «الشروق» أن الطلبة اشتكوا فى محاضرة لأمل قداح الاستاذ بقسم التركيب انتهاء صلاحية تلك الخامات وسألوها عن أضرارها، وأنها تركت لهم حرية استخدامها من عدمه وأضافت حسب تأكيد الطلاب «يمكن استخدام الخامات بعد انتهاء صلاحيتها ب6 أشهر دون أن يؤثر هذا على خواصها»، وعند اتصالنا بقداح قالت: «الخامات ليست منتهية الصلاحية وقد نصحت الطلبة باستخدامها دون أى مشاكل».