«السلام عليكم، احنا حملة الإسلام هو الحل». الزائر غير المتوقع فى التاسعة مساء هو عضو بفريق طرق الأبواب فى منطقة حدائق القبة، للدعاية لمرشح جماعة الإخوان المسلمين عمرو زكى. الشاب الجامعى محمد الذى فتح الباب، استقبل الشابين الملتحيين بدهشة، واستلم منهما 3 كتيبات للدعاية الانتخابية، كما يقول محمد، صاحب العشرين عاما، غير المهتم بانتخابات مجلس الشعب نهائيا لأنى «أنا ماليش فى السياسة». محمد الطالب بكلية الآداب قسم الإعلام أخبر ضيفيه أنه لا يمتلك بطاقة انتخاب، وأن والده ضابط الجيش الذى لا يحق له الانتخاب، فى محاولة منه لرفض عرض الشابين باصطحاب الأسرة إلى مقر التصويت. «احنا ممكن نجيب عربية تنقلكم للجان الانتخابية». تعجب محمد من وجود اسمه كاملا فى دفتر يحمله الشابين، وأسماء بعض من أقاربه الموجودين معه فى نفس المبنى، وزاد قلق محمد لأنه فشل فى التعرف على هوية الشابين. سأل الشابان عن طريقة معرفتهما باسماء العائلة، والإجابة سريعة ومحفوظة على حد وصف محمد «احنا خدنا اسماء الناس وعناوينهم من المجلس المحلى». وعد الشابان بالمرور فى الأسبوع المقبل جعل محمد يهتم لأول مرة فى عمره بالتعرف إلى أحد المرشحين وبرنامجه الانتخابى، وتفحص بدقة الكتيبات الفاخرة داخل الظرف الأبيض ولكنه قال باندهاش «دى كلها تعريف بالجماعة الإسلامية ومؤسسها». لا يوجد ورقة واحدة تدعو لانتخاب مرشح الجماعة عمرو زكى الذى تحدث عنه الشابان. «الانتخابات لماذا؟» تحت هذا العنوان يعرض الإخوان فى الكتيب الأول أسباب موافقة الجماعة على المشاركة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، وأهمها أننا «أمام حالة من الفساد والاضطراب غير مسبوقة فى تاريخ مصر». يرد الكتيب على دعاوى المقاطعة التى نادت بها بعض قوى المعارضة، «أيهما يحقق للجماعة رضا النظام: منازلته فى الميدان وتعريته أمام الرأى العام، ودفعه إلى التجمل والديمقراطية، وإما إلى التعرى الفاضح باللجوء الى التزوير المكشوف، أم مقاطعة الانتخابات وإراحة رأس النظام». الكتيب يختتم صفحاته بفتوى يوسف القرضاوى أن الذهاب إلى صندوق الانتخابات والإدلاء بالصوت فرض عين، «لأنه إذا لم تذهب، سيذهب المبطلون ويقولوا شهادة زور ويتسببون فى نجاح من لا يستحق النجاح». صورة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين تصدرت الكتيب الثانى، وعنوانه «قالوا عن الإخوان المسلمين وعن مؤسسها الإمام حسن البنا»، محمد مازال يبحث عن صورة للمرشح الغامض. « طيب فين عنوان مقره الانتخابى وبرنامجه إيه» جلس محمد يحدث نفسه قبل ان يقرأ الكتيب الأخير. الكتيب الثالث «تعرف على الجماعة»، يعرض نشأة الجماعة على يد حسن البنا فى 1928، وأسلوبها فى الدعوة «الحكمة والموعظة الحسنة» ويلخص أهداف الجماعة فى نقاط محددة «إصلاح الفرد، تكوين البيت المسلم اصلاح الحكومات». بعد رحلة طويلة قضاها محمد داخل صفحات الكتيبات لم يجد معلومة عن المرشح الذى طلب منه الشابان الذهاب لانتخابه، «أمال هييجوا الأسبوع اللى جاى ليه؟». يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر