أهم ما فى أزمة مهرجان أبوظبى السينمائى وبيان اتحاد النقابات الفنية بمقاطعة المهرجان هو أنه كشف بشكل أو بآخر حال الصحافة والنقد السينمائى لدينا وهو حال ليس ببعيد عن حال السينما نفسها فقد أكدت الأزمة أن نقاد هذا الزمن يشبهون إلى حد كبير سينما هذه المرحلة فقد انقسم نقاد السينما وكتاب صحافتها إلى قسمين قسم غالى فى عدائه للمهرجان ربما أكثر من عدائه للتطبيع نفسه وقسم آخر غالى فى وفائه للمهرجان ربما أكثر من ولائه للقضية الفلسطينية نفسها فبعض ممن هاجموا المهرجان من النقاد والصحفيين هم أنفسهم الذين كانوا يمنون النفس بالذهاب إلى المهرجان وقضاء أسبوع أو أكثر على أراضى أبوظبى وبذلوا محاولات حثيثة وحتى اللحظات الأخيرة للذهاب إلى هناك وربما صبوا جام غضبهم على المهرجان لعدم تمكنهم من السفر! أما الفريق الآخر فقد حاول هو الآخر أن يدافع عن نفسه وعن المهرجان بتبرئه المهرجان من بطحة تكريم منتجة إسرائيلية، مؤكدين أنه لم يحدث أى شىء من هذا القبيل رغم أن بعضهم أقام الدنيا ولم يقعدها وكاد يتسبب فى أزمة دبلوماسية بين مصر وفرنسا فى مهرجان الصورة الذى اقيم على أرض السفارة الفرنسية فى القاهرة والغريب أن المعلومة التى أكدها ناقد كبير بحجم سمير فريد نفاها ناقد كبير آخر هو طارق الشناوى والطريف أن الشناوى وفريد كانا فى المهرجان نفسه! والأغرب أن إدارة مهرجان أبوظبى أعطت اذنا من طين واذنا من عجين ولم ترد ولم تنف أو تؤكد وهى حرة فى ذلك طبعا لكن اتحاد النقابات الفنية إذا تأكد من نية المهرجان ودعمه لمنتجة إنجليزية اعتزت فى مؤتمر صحفى بأنها إسرائيلية فمن حقه هو الآخر أن يصدر بيانه ولا يجب أن نلوم إدارة أبوظبى على عدم ردها ولا يجب أن نصف قرار اتحاد النقابات إذا تأكدوا من الواقعة بأنه قرار متهور فالأصل هو المقاطعة وعدم التطبيع بعيدا عن اعتبارات كرم الضيافة. ما حدث فى أبوظبى دليل على العوار الصحفى السينمائى والخلل الموجود فى هذه المنظومة رغم وجود جمعيات وهيئات مهمتها تنظيم هذه المسألة لكن يبدو أن بطحة مهرجان أبوظبى تركت أثرا فى رءوسنا للأسف.