في ظل ستار من السرية التامة ، بدأ وفد التقييم التابع للجنة الأوليمبية الدولية يوم الإثنين زيارة تستغرق ستة أيام إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي تسعى لأن تصبح أول مدينة في أمريكا الجنوبية تستضيف دورة الألعاب الأوليمبية. وهذا الترشيح لمدينة ريو دي جانيرو يجعلها تدرك تماما حقيقة مفادها أن هذه الزيارة ربما تكون "فرصتها الأخيرة" لكي تتقدم على مدن مرشحة أخرى مثل مدريد وشيكاجو وطوكيو التي تخوض كلها سباقا محموما للفوز باستضافة أوليمبياد 2016. ونظرا لأنه قد تحدد يوم الثاني من أكتوبر المقبل في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن لاختيار المدينة المضيفة للأوليمبياد ، فإن ريو تبذل قصارى جهدها في محاولة للتأثير على مجموعة المفتشين الذين تتألف منهم لجنة التقييم والتي ترأسها العداءة المغربية السابقة نوال المتوكل. ومن بين مجموعة "الحيل" التي تلجأ إليها ريو اختيار الأول من مايو ، والذي يصادف الاحتفال بعيد العمال في العالم ، ليكون ذلك اليوم الذي سيقوم فيه المفتشون بجولة لزيارة المناطق المختلفة في المدينة لتفقد ومشاهدة المنشآت الرياضية التي وقع الاختيار عليها لاستضافة الألعاب الأوليمبية ، إذ أن اختيار يوم عيد العمال - وهو عطلة عامة في البلاد - القصد من ورائه ضمان عدم رؤية ممثلي اللجنة الأوليمبية للاختناقات المرورية التي باتت أكثر من كابوس يؤرق سكان ريو ويقض مضاجعهم وهم يسعون للانتقال من مكان إلى آخر في هذه المدينة المزدحمة! واعترف كاستيو برانكو رئيس العمليات في اللجنة المنظمة لأوليمبياد ريو 2016 بهذه " الحيلة" ، إلا أنه أشار إلى أن البرازيليين ليسوا وحدهم الذين يلجأون إلى مثل هذه الخدع ، وقال : "في شيكاجو ، تمت جولة اللجنة في المدينة في يوم أحد" ، أي يوم العطلة الأسبوعية. وفي ريو ، من المقرر أن يزور المفتشون استاد ماراكانا الأسطوري ، وكذلك المنشآت الرياضية الحديثة التي تم تشييدها لاستضافة دورة ألعاب عموم أمريكا لعام 2007 ، وليس أماكن أخرى مثل بحيرة لاجوا رودريجو دو فرايتاس أو منطقة خليج "جوانابارا باي" ، فقد أدي تكدس القمامة في بحيرة لاجوا رودريجو دو فرايتاس إلى إثارة الشكاوى من جانب الرياضيين المشاركين في سباقات التجديف في ريو عام 2007 ، بينما أثارت معدلات التلوث المرتفعة في خليج "جوانابارا باى" انتقادات في العروض السابقة التي قدمتها المدينة للفوز باستضافة الألعاب الأوليمبية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سان كلير ميليسي المتحدث باسم اللجنة المنظمة قوله : "المفتشون يريدون رؤية كل شيء ورد في ملف العرض المقدم لاستضافة الأوليمبياد ، سواء أكان ذلك بشكل مباشر أم من خلال وسائل وجلسات للعرض وتقديم المعلومات ، على أن يتم اختيار الأماكن التي سيزورونها بأنفسهم عبر مفاوضات". وتحظر قواعد الجولة على الصحفيين إجراء أي اتصال مع المفتشين الذين من المقرر أن يخاطبوا وسائل الإعلام فقط يوم السبت المقبل لتقديم موجز مقتضب عن زيارتهم ، وفضلا عن ذلك ، سوف يسمح لهؤلاء الصحفيين فقط بالوصول إلى الأماكن التي زارها ممثلو اللجنة الأوليمبية الدولية فور مغادرتهم. وتتضمن الاستعدادات في المدينة البرازيلية توجيه دعوة إلى "الكاريوكيين" ، وهو الاسم الذي يطلق على سكان مدينة ريو دي جانيرو ، للخروج إلى الشوارع في أول مايو من أجل "التعبير عن دعمهم لعرض استضافة الأوليمبياد" ، وهم يرتدون الملابس باللونين الأخضر والأصفر ، وهما اللونان اللذين يمثلان علم البرازيل. والحقيقة أن هذا الدعم الشعبي يعد واحدا من الأسلحة التي تستخدمها مدينة ريو للتغلب على مدريد وشيكاجو وطوكيو في المنافسة المحتدمة حول الفوز باستضافة الأوليمبياد ، ومع هذا ، وبشكل أكثر دقة من الناحية الفنية ، فقد وضعت المدينة البرازيلية خطة طموحة تطالب باستثمار قدره حوالي 6ر11 مليار دولار. وتلقي الأزمة المالية العالمية التي لا تزال تداعياتها مستمرة بظلال من الشك حول قابلية استمرار هذه الخطة الاستثمارية ، غير أن المحرك الرئيسي وراء محاولة ريو استضافة الدورة وهو الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا كان قد أكد في وقت سابق من الشهر الحالي أن تلك الأزمة ترجح فرصة ريو دي جانيرو. وقال لولا : "لدينا بنية تحتية حكومية (البنك الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية) والذي يملك موارد متاحة تفوق تلك التي يملكها البنك الدولي .. وبالإضافة إلي ذلك ، لدينا بنك البرازيل والبنك الاقتصادي الفيدرالي (وكلاهما بنكان حكوميان) يمكنهما تقديم القروض".