يوسف زيدان.. لا يزال المجهول من التراث العربى كثيراً

هل نظر الأوروبيون إلى التراث العربى على أنه هامش أو تذييل على التراث الأوروبى القديم الذى كان اندثر آنذاك أو كاد؟...
سؤال يجيب عنه المؤتمر السنوى السادس للمخطوطات الذى ينظمه مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية 5 مايو المقبل لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان «النشر التراثى»، ويشارك فيه أكثر من أربعين باحثا عربيا وأجنبيا، فضلا عن مشاركة كبار المتخصصين فى المجالات التراثية من بينهم الشاعر السورى الكبير أدونيس، والعالم رشدى راشد، والدكتور حسن حنفى، والدكتور رضوان السيد.
د.يوسف زيدان مدير المركز أوضح فى رده على تساؤل المؤتمر: «إن المستشرقين سواء المجامع العلمية الأوروبية أو الأفراد سبقوا إلى نشر التراث العربى «من قبلنا (العرب) بمئات السنين ولا يزال المجهول من التراث العربى أكثر من المنشور»، حيث ترجمت النصوص العربية إلى اللاتينية قبل ظهور المطبعة بعدة قرون».
ولفت الانتباه إلى أن بواكير الكتب والمطبوعات ذات الحروف العربية التى صدرت فى أوروبا كانت لنصوص دينية مسيحية فى حين «تأخر ظهور القرآن (مطبوعا) فى بلادنا حتى هدأت ثورة الشيوخ الذين اعترضوا على طبع النص القرآنى بالحبر، فالحبر حسبما كانوا يرون «زفر» أى نجس ولذلك لم تظهر أول طبعة أزهرية للمصحف فى مصر إلا عام 1923».
وقال إنه مقارنة بموقف المسلمين من طبع كتابهم المقدس (القرآن) حرصت الكنيسة الكاثوليكية الأوروبية منذ فجر الطباعة على «نشر كتب الديانة وإتاحتها للجاليات العربية المسيحية بأوروبا وللمبشرين الذين نشطت أعمالهم آنذاك» فى بعض البلاد العربية والإسلامية.
لذلك سيشارك عدد من آباء الكنائس فى المؤتمر، حيث يقدم القمص بيجول السريانى من الكنيسة القبطية المرقسية بحثا عنوانه (نشرات المخطوطات القبطية وآثارها الثقافية والأدبية والاجتماعية)، كما يخصص المؤتمر جلسة خاصة بنشر النصوص المسيحية يشارك فيها القس وجيه يوسف فانا من الكنيسة الإنجيلية ببحث عنوانه (أعمال ثيودوروس أبوقرة..
تاريخ النشر والتحليل اللاهوتى) والمتربوليت مار جريجوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس يقدم بحثا عن (نشر التراث السريانى بين الواقع والمرتجى).
ويضم مؤتمر هذا العام عدة محاور منها (التقنيات المعاصرة لإخراج النصوص التراثية)، و(النشر الرقمى لمتون التراث العربى وآفاق الإتاحة الإلكترونية للتراث)، و(ظاهرة تكرار نشر نصوص بعينها من التراث فى العالم العربى وخارجه).
ويختتم المؤتمر بجلسة مفتوحة برئاسة د. يوسف زيدان «آفاق النشر التراثى» يشارك فيها أدونيس، ود. رشدى راشد وإبراهيم المعلم، ود. بشار عواد معروف، ود.محمد سليم العوا، ود. ستيفان ليدر، ود.نصر حامد أبوزيد، ود. رضوان السيد.