أكد أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، حق مصر في أن تضمن نزاهة انتخاباتها بوسائلها الخاصة، وتحت رقابة اللجنة العليا للانتخابات. جاء ذلك، في تصريحات لسرور، مساء الأربعاء، على هامش الاحتفال الذي أقامه المجلس المصري الأوروبي بالنادي الدبلوماسي، بمناسبة اختيار النائب محمد أبو العينين رئيسًا للبرلمان المتوسطي في دورته الجديدة. وقال سرور: إن مؤسسات المجتمع المدني المصري هي "خير ضمان" لنزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، المقررة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وأوضح سرور، أن منظمات المجتمع المدني المصري لا تحتاج إلى وصاية من غيرها، وهي تمثل الشعب وليس الحكومة، وبالتالي فإن لاحظت أي تجاوز في سير العملية الانتخابية فستعلنها. مضيفًا أن نغمة عدم تصديق المجتمع المدني تعتبر "نغمة مرفوضة، وفيها لغة اتهامية غير مقبولة، ولغة استعلاء مرفوضة". وبالنسبة للأصوات التي يطلقها بعض أعضاء المجتمع الدولي بضرورة السماح بالمراقبة الدولية على الانتخابات المصرية القادمة.. قال سرور: إن كلمة "المراقبة الدولية" خطأ والصحيح هو كلمة "متابعة أو ملاحظة". وتساءل: "هل يستطيع أحد أن يدخل إلى بيت أحد دون إذن أو موافقة منه؟". وقال: إن مصر نتيجة للدور الذي تقوم به محاطة بالكثير من الاتجاهات، ومن حقها أن تضمن نزاهة انتخاباتها بوسائلها الخاصة. وعما ورد من أخبار عن متابعة بعض السفارات الأجنبية في مصر لسير العملية الانتخابية يوم الاقتراع. نفى سرور ذلك، قائلاً: "لا أحد من أعضاء السفارات سيتمكن من دخول اللجان الانتخابية". مشيرًا إلى أنه خارج اللجان، فكل فرد يعبر عن نفسه وعن فكره الخاص، وبالتالي لن توجد "متابعة" حقيقية للانتخابات من خارج اللجان. وأوضح رئيس مجلس الشعب، أنه علينا جميعًا أن نحمي إرادة الشعب، وهذه ليست مسؤولية حزب أو مسؤولية طائفة من الناس، وليس ذلك مطلبًا للمعارضة أو مطلبًا للأغلبية، وإنما هو مطلب الشعب كله. وأشار إلى أنه لا يتصور تنظيم انتخابات إلا إذا كانت حرة أو نزيهة؛ لأن إرادة الشعب يتم التعبير عنها من خلال الانتخابات. وإرادة الشعب يجب أن تحترم؛ لأن الشعب هو مصدر السلطات. مسؤوليات البرلمان الجديد وفيما يتعلق بالمسؤوليات التي تنتظر البرلمان الجديد. قال سرور: إن مسؤوليات عدة في انتظاره، وعلى رأسها الناحية الاقتصادية، وزيادة الإنتاج والدخل من أجل تحسين أحوال المواطنين. مشددًا على ضرورة مواجهة الانحرافات والفساد بكل قوة والضرب عليهم بكل شدة، لأنهما أول عائق من عوائق الديمقراطية والتنمية. وبسؤاله عما قصده بعبارة "شخصي هو برنامجي"، عندما سُئل عن برنامجه الانتخابي في حديث لأحد الصحف المستقلة المصرية؛ أوضح سرور أنه يقصد أن برنامجه الانتخابي ينطلق من تاريخه القضائي والعلمي والدبلوماسي والسياسي، وأيضًا من إنجازاته الوطنية والمحلية والدولية. وأضاف أن الأشخاص الذين يرشحون أنفسهم بغير تاريخ ليست لهم برامج، حتى ولو صنعها لهم غيرهم. مشيرًا إلى أن البرنامج الانتخابي يجب أن يكون لشخص قادرًا على صياغته. اختيار أبو العينين وحول اختيار أبو العينين رئيسًا للبرلمان المتوسطي في دورته الجديدة، أكد سرور أن اختيار أبو العينين لهذا المنصب يأتي تقديرًا للدور الذي تقوم به مصر، بقيادة الرئيس حسنى مبارك في الإطار المتوسطي. وقال سرور: إن مصر دولة رائدة وقائدة في منطقة المتوسط، ولم يكن أمرًا غريبًا أن يتم اختيار أحد أبنائها بإجماع برلمانات دول الإقليم شمالاً وجنوبًا. مشيرًا إلى أن هذا الاختيار يأتي أيضًا تقديرًا للدور الذي يلعبه النائب أبو العينين على المستوى البرلماني الدولي، ومشاركته في المنتديات البرلمانية الإقليمية كافة. وقال: إن أبو العينين كانت له مبادرات عديدة في الإطار البرلمان الدولي والمتوسطي، ومن أهمها مبادرة لعقد مؤتمر مالطا للسلام، والذي خرج بتوصيات في غاية الأهمية تتعلق بالسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وشدد على دور مصر في الدبلوماسية البرلمانية، ووصفه بأنه "بالغ الأهمية"، مشيرًا إلى أن مصر ستستكمل هذا الدور من خلال رئاسة السيد أبو العينين للبرلمان المتوسطي. وأوضح أن هذا المنصب سيفيد مصر كثيرًا، ليس فقط بالنسبة للسمعة الدولية، ولكن أيضًا من حيث الإسهام في حل الكثير من القضايا من المنظور الفكري المصري. ومن جانبه، أعرب أبو العينين عن سعادته لتولي هدا المنصب الاقليمى الجديد. موضحًا أن اختياره يأتي تقديرًا لمكانة مصر الدولية والإقليمية، بقيادة الرئيس مبارك، ودوره الكبير في دعم السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون بين شمال وجنوب المتوسط. وأشار إلى الدور الذي يقوم به البرلمان المتوسطي، الذي خلق فرصًا كبيرة جدًّا لمناقشة القضايا السياسية وتبادل المقترحات حيالها، وخاصة فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط، واصفًا التعاون في إطار البرلمان المتوسطي بأنه "هام جدًّا". وحضر الاحتفال عدد كبير من سفراء الدول العربية والأوروبية والمتوسطية، ونخبة من رجال السياسة والدبلوماسية والإعلام وأعضاء المجلس المصري الأوروبي.