حالة من الشد والجذب شهدها الموقف السياسي العراقي من الدعوة السعودية للفصائل والتيارات السياسية العراقية للاجتماع في الرياض، وبحث أزمة تشكيل الحكومة التي تجاوزت شهرها السادس. ومن جهتها، رحبت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس لزعماء وقادة الكتل السياسية العراقية بعقد اجتماع في الرياض لحل أزمة تشكيل الحكومة. ونوهت القائمة بأية مبادرة عربية من شأنها أن تجمع الفرقاء السياسيين للتوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة المقبلة. وأكد نائب رئيس الوزراء العراقي والقيادي في القائمة العراقية، رافع العيساوي، في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية نشرته، اليوم الأحد، ترحيب القائمة بمبادرة خادم الحرمين، موضحًا توجه قائمته نحو تحسين علاقات العراق مع المحيط الإقليمي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية. وفي المقابل، رفض التحالف الشيعي العراقي العرض السعودي لاستضافة محادثات تشارك فيها كل الأحزاب لحل مأزق سياسي، مؤكدين قدرتهم إمكانية التوصل لاتفاق في بغداد بشأن تشكيل حكومة جديدة. وقال الائتلاف الوطني الذي يضم التكتلات العراقية التي يقودها الشيعة بما ذلك ائتلاف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن التوصل لاتفاق في بغداد أصبح قريبًا بعد أن أمرت أعلى محكمة في البلاد البرلمان باستئناف جلساته الأسبوع الماضي. وقال النائب حسن السنيد، إن الائتلاف واثق من قدرة نواب الشعب العراقي على التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة شراكة وطنية، مضيفًا أنه على الرغم من إعراب الائتلاف عن تقديره للسعودية على قلقها على الوضع في العراق واستعدادها لتقديم الدعم فإنه يحب أن يؤكد أن الزعماء العراقيين يواصلون اجتماعاتهم للتوصل إلى إجماع وطني. وقال السنيد، وهو عضو كبير في تكتل المالكي، إن هذا الرأي يؤيده فيه التحالف الكردستاني الذي يشغل 57 مقعدًا في البرلمان. وكان العاهل السعودي دعا السياسيين العراقيين للاجتماع في الرياض للسعي لحل مشكلة تشكيل الحكومة العراقية بعد الحج الذي سيوافق السادس عشر من الشهر الحالي. وقال الملك عبد الله، في الدعوة التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية الوطنية: "أدعو الأخ الرئيس جلال طالباني، رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حلٍ لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها".