«روق دمك.. اروى عطشك». هكذا ينادى عم صابر بائع العرقسوس المتجول فى منطقة الجمالية وهو يضرب الصاجين النحاس التى تعلن وجوده فى المكان لزبائنه، بملابسه المميزة بالعمامة البيضاء التى يضعها فوق رأسه والبنطلون الواسع وقطعة القماش المثبتة عند خصره صانعا بها جيبا لوضع الفلوس، وعلى صدره يحمل ذلك الإبريق الزجاجى المملوء بالعرقسوس. «أنا فى الشغلانة دى من صغرى، تقريبا من 15 سنة ورثت عن والدى هذا الإبريق الزجاجى». يحمل صابر هذا الإبريق عن طريق حزام جلدى عريض يحيط برقبته وظهره، وحول عنق الإبريق تلتف مجموعة من الأكواب الزجاجية، ويحمل إبريقا صغيرا به ماء لغسل الأكواب، ومعه أيضا بعض الأكياس البلاستيكية. «فيه زباين بتحب تشرب العرقسوس فى كيس، لأنهم لا يحبون الشرب فى الأكواب خوفا من الأمراض على الرغم من نظافتها لأنى بغسلها كويس». «سعر الكوب 50 قرشا، لكن فى زبون بيدفع جنيه وربنا بيرزق، والبياع الشاطر هو اللى يدور على الزباين العطشانة فى مكان حر وشمس، لا أقف فى مكان معين». يميل بمهارة ليصب العرقسوس فى الكوب، قائلا: «الصيف هو الموسم الأفضل، ورمضان أيضا، لكن لا يشترط أن أخرج كل يوم بالعرقسوس ربما أستبدله بالتمر الهندى ولكن ليس دائما». وعن طريقة عمل العرقسوس التى تميز عم صابر عن غيره يقول: «أنا أخلط الخروب مع العرقسوس بنسبة معينة حتى أكسب العرقسوس مذاقا مختلفا، وأثناء التحضير أقوم بإضافة بيكربونات الصوديوم إلى العرقسوس قبل نقعه فى الماء». ويتمتع المشروب بسمعة طبية كبيرة، «عصارة العرقسوس مفيدة لمريض قرحة المعدة والأمعاء، كما أنه مفيد لمريض الكبد لأنه يحتوى على معادن مفيدة، كما يساعد على سرعة الهضم» هكذا أوضح د.عادل سليم طبيب التغذية أهمية مشروب العرقسوس. يضيف: «يعد أيضا مفيدا لمرضى السكر لأنه حلو المذاق دون إضافات، ويمكن استخدامه كفاتح للشهية، فضلا عن استخدامه كملين فى حالات الإمساك الشديدة، كما يعمل على تقوية جهاز المناعة وتنقية الدم ولكن ينصح مرضى الضغط بعدم الإكثار من شرب العرقسوس لأنه يساعد على الاحتفاظ بالماء داخل الجسم فيؤدى إلى ارتفاع الضغط.