أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، وجود "اختلاف كبير في الآراء" على المستوى السياسي مع مصر. وقال الأسد، في حوار مطول مع صحيفة "الحياة" اللندنية، نشرت الجزء الأول منه، اليوم الثلاثاء: "أنا لم أطلب شيئا من مصر، ولا أريد شيئا من مصر. وإذا كنا نختلف سياسيًّا، فهذا ليس جديدا.. ونحن في سوريا نقول: لنفصل العلاقة الشخصية أولاً عن علاقة البلدين، لنفصل العلاقة السياسية عن العلاقة الاقتصادية، وكان لدينا وزراء سوريون في مصر أخيرا، وسيزورنا الآن وفد مصري، ونعمل لانعقاد اللجنة المشتركة. أما على المستوى السياسي، فهناك اختلاف كبير في الآراء. بالنسبة إلينا في سوريا ليس مشكلة، ربما يكون لدى بعض المسؤولين في مصر مشكلة، ولا أستطيع أن أعطي الإجابة نيابة عنهم". وكشف عن محاولة سعودية "واضحة" لتحسين العلاقات السورية- المصرية، و"بعدها لم تكن هناك أية محاولة أخرى". ونفى القول ما إذا كانت العقدة لبنان أم المصالحة الفلسطينية، وأوضح: "الغريب أننا في سوريا لا نعرف ما هي المشكلة، لذلك قلت لك أنا لا أريد شيئا من مصر، وكي تكتمل الصورة لا بد أن تسأل الإخوة فيها ماذا تريدون من سوريا؟ عندها تحصل على الجواب". وجدد التأكيد أن زيارة مصر "طبعا تحتاج إلى دعوة؛ لأن هناك انقطاعا في العلاقات. أنا لم أستقبل مسؤولا مصريا منذ نحو 5 سنوات كما أظن، فإطلاق العلاقة بحاجة إلى بعض المبادرات، أحيانا قد تبدو شكلية لكنها ضرورية في العلاقات السياسية والدبلوماسية. وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، أعرب الأسد عن قناعته بأن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، هو "الشخص المناسب جدا لهذه المرحلة الصعبة". ونفى وجود مشكلة مع الحريري أو جفاء، مؤكدا أن أبواب دمشق مفتوحة أمامه ساعة يشاء. وعن الوضع في العراق، قال الأسد إن كلام سوريا كان "واضحا" مع جميع قادة القوى العراقية، بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي، موضحا: "عندما تكون حكومة وحدة وطنية، يجب أن تشمل كل المكوّنات، وبشرط أساسي ألاّ يكون أي مكوّن عبارة عن ديكور. أن يكون شريكا. وهذا يشمل بالدرجة الأولى المكون السني"، الذي "يجب أن يكون شريكا حقيقيا كي تنجح الحكومة".