وصلتنى هذه الرسالة. عزيزى فلان... على الرغم من أنى أشجع النادى الأهلى من صغرى وأعشقه فإن حزنى ليس على النادى الأهلى ولكن حزنى سببه مشاهدة فقرة تليفزيونية عن بث مباشر من المطار لترقب عودة فريق الأهلى وكانت الصدمة عندما سمعت مراسلة البرنامج تقول إن هناك الآلاف من المشجعين فى انتظار الفريق المهزوم. الآلاف خرجوا من أجل مواساة فريق كرة مهزوم لن تُحدث الهزيمة شيئا مع لاعبيه ولن تؤثر على الملايين التى يتقاضونها. وعندما يعتدى ضابط من حرس الجامعة على طالبة لا حول لها ولا قوة من جامعة الزقازيق يخرج العشرات فقط فى مظاهرة باهتة لمواساة الطالبة المسكينة. وما زاد حزنى أضعافا أننى شاهدت فقرة أخرى عن إضراب وتظاهر الملايين من الفرنسيين اعتراضا على قانون زيادة سن التقاعد وشعرت بالفرق بين ناس تتظاهر من أجل حقوقها وناس تتظاهر من أجل مواساة فريق كرة قدم. للأسف يا سيدى هذا الشعب لا أمل فيه فى الوقت الحالى فمن يخرج لاستقبال فريق مهزوم ولا يخرج احتجاجا على ارتفاع الأسعار وتدنى مستوى معيشته وبلده وبحثا عن حقوقه وحريته فهو شعب غائب عن الوعى لا يستحق أن يعيش حرا. كنت آمل أن أرى مصر تتغير خلال حياتى ولكن فيما يبدو أن هذا لن يحدث ربما يرى أولادى أو حتى أحفادى هذا التغيير، من يعلم؟ فى النهاية اسمح لى أن أسألك سؤالا: هل يوجد أمل فى هذا الشعب حاليا؟ م/ مصطفى محمد وإجابتى لأخى مصطفى بعيدة كل البعد عن أى خداع للذات؛ فنحن، المصريين، لسنا بدعا من البشر ومن دراستى المتواضعة لتجارب التنمية والتحول الديمقراطى فى مجتمعات أخرى تعلمت ما يمكن أن أصوغه فى هذه العبارة: «الشعوب كالسوائل تأخذ شكل الإناء الذى توضع فيه». وهذا الإناء هو كيان مركب من المؤسسات والأيديولوجيات ونمط القيادة الحاكمة. خذ مثالا أهلنا فى قنا قبل أن يتولى المحافظة اللواء عادل لبيب ونفس الناس بعد أن أصبح عادل لبيب محافظا لها، خذ مثالا آخر من تركيا قبل أن يتولاها أردوغان ورجاله وتركيا الآن. إذن التحدى الحقيقى الذى أمامنا هو ما فعلته أنت بأن تكشف زيف المجتمع ونفاقه بقدر استطاعتك فهذا هو التغيير باللسان الذى نحن مأمورون به حتى وإن لم نر عائده.