تعددت العقبات أمام قافلة «شريان الحياة 5»، التى ترسو منذ أسبوعين فى ميناء اللاذقية السورى، ما بين انتظار الموافقات الرسمية من القاهرة على خط السير، وسوء الأحوال الجوية، وأخيرا «شروط جديدة وغير مبررة» من صاحب السفينة، التى كان من المقرر أن تنقل القافلة إلى ميناء العريش، لتبقى القافلة حبيسة اللاذقية ويتأجل وصولها لنحو مليون ونصف المليون فلسطينى محاصرين فى قطاع غزة منذ حوالى أربعة أعوام. الناطق الإعلامى باسم القافلة زاهر بيراوى قال ل«الشروق»: «إن صاحب السفينة يمارس علينا نوعا من الابتزاز المالى، إذ يطلب مبالغ مالية طائلة، وهو ما رفضناه بعد مفاوضات لم تخفف من مطالبه». بيراوى أوضح أن صاحب السفينة «حاول فرض شروط تعجيزية، كالحصول على موافقات خطية مصرية وسورية على حمل الركاب على سفينته، ثم طلب قائمة بأسماء المتضامنين، والأشخاص الممنوعين من دخول العريش (بقرار مصرى)، وبعد أن وفرنا له ما طلب فوجئنا به يطلب مبالغ تمثل أضعاف تكلفة هذه الرحلة بالطائرات.. وعندما احتد النقاش رفض أن يحمل الركاب». ورجح المتحدث باسم القافلة أن «تقرر قيادة القافلة تحميل سيارات المساعدات، وعدد من المتضامنين على متن السفينة، فى حين يتم نقل بقية المتضامنين جوا إلى مطار العريش، وذلك بعد موافقة السلطات المصرية». وتحدث بيراوى عن صعوبة الاستعانة بسفينة أخرى، إذ «لا توجد خطوط بحرية منتظمة بين اللاذقية والعريش فيما يتعلق بسفن الشحن، أما سفن الركاب فهى معدومة تقريبا». وأرجع موقف صاحب السفينة إلى «جهات معروفة (رفض تسميتها) تريد تقطيع شرايين الحياة عن غزة، وحريصة على إفشال تجربتنا بفك الحصار». وكان من المقرر أن تبحر القافلة من اللاذقية الأحد الماضى، إلا أنه نظرا لسوء الأحوال الجوية تأجل الإبحار إلى ظهر أمس الأول. وتضم القافلة 137 حافلة تحمل بضائع ومساعدات، أغلبها معدات وأدوية طبية، إضافة لمساعدات تعليمية وإغاثية تقدر قيمتها بخمسة ملايين دولار، وهى عبارة عن تبرعات من أفراد ومؤسسات خيرية لسكان غزة. وردا على سؤال حول موقف السلطات السورية من القافلة، أجاب بيراوى: «منذ أن وطأت أقدامنا اللاذقية والحكومة ترعى مسيرة القافلة، ويتسابق أهل المدينة على خدمتنا بتقديم الطعام والشراب، وعلى المستوى الرسمى أبدت قيادة اللاذقية تعاونا لا نظير له ينطلق من موافقة سوريا الداعمة للقضية الفلسطينية». فى المقابل أعرب عن أمله فى ألا تكون موافقة القاهرة على استقبال القافلة فى أراضيها «مجرد موافقة نظرية»، مضيفا: «رغم ترحيبها بنا فإنها تمنعنا من الدخول برا وجوا، وهذا غير معقول ويضطرنا لإنفاق أموال طائلة من التبرعات.. نتمنى أن تنسجم مواقف مصر مع تطلعات شعبها الداعم لقوافل شريان الحياة». بيراوى أعرب عن أسفه ل«إصرار مصر على منع 17 ناشطا من القافلة (تركيان و5 بريطانيين و10 أردنيين) من دخول أراضيها»، معتبرا أن هذا القرار «يشوه سمعة مصر»، مشيرا إلى أن النائب البريطانى السابق جورج جالاوى «مازال أيضا ممنوعا من دخول مصر». وحول أسباب منع هؤلاء المتضامنين، قال المتحدث باسم القافلة مندهشا: «لا يوجد تفسير منطقى.. مصر تقول إنهم يشكلون خطرا على أمنها القومى، وهو أمر ينطوى على قدر كبير من المبالغة، فمن بين الممنوعين أردنى فى الرابعة والثمانين من عمره.. فكيف لهذا العجوز أن يشكل خطرا». ومضى قائلا: «إن الجهات الرسمية فى مصر لديها معلومات مغلوطة عن هويات المتضامنين، فمثلا تعتقد أن هذا الحاج الأردنى تركى الجنسية». وتضم القافلة 385 متضامنا من 30 دولة، «ومن حيث عدد المشاركين ونوعية المساعدات هناك مساهمات متميزة من الجزائر والأردن ودول الخليج العربى». ورغم كل هذه العقبات شدد على أن «معنويات المتضامين مرتفعة، وواثقون من تحقيق الهدف». وعما إذا ما كانت هناك شخصيات عربية أو أجنبية أو مصرية ستنضم للقافلة فى العريش، قال بيراوى: «يبدو أن هناك حائلا دون ظهور التضامن الشعبى المصرى مع قوافل شريان الحياة.. لا أعرف لماذا كل هذا الكبت والتخوف من التعبير عن المواقف المؤيدة لكسر الحصار عن غزة؟! هذا سؤال أوجهه لقادة الحزب الوطنى الحاكم فى مصر». وختم بأن «المتضامنين يسألونه عن سبب هذا الكبت الذى يتعرض له الشعب المصرى بينما فى البلاد الأخرى التى نمر عليها يخرج الناس لاستقبالنا بحفاوة بالغة، ويعبرون عن دعمهم لنا».