اعتبر أحمد هيكل، مؤسس مجموعة القلعة ورئيسها، أن السوق المصرية والجزائرى والنيجيرية والجنوب أفريقية، ضمن أبرز الأسواق التى تقدم فرصا للاستثمار المباشر فى المنطقة. وقال هيكل خلال المؤتمر الدولى للاستثمار المباشر فى أبوظبى، مشيرا إلى أن الأسواق الأربع تمثل خمس الأراضى الأفريقية وثلث سكان أفريقيا وأكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة والاحتياطيات الأجنبية ومجمل الصادرات ومجمل التجارة المتوجهة للقارة. ولخص هيكل تجربته الاستثمارية فى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط فى أحد عشر درسا عرضها خلال كلمته بالمؤتمر. الدرس الأول هو أهمية الاتجاه للاستثمارات الكبرى، لما تحققه من عوائد كبرى ويسهل الدخول فيها من خلال مجالات كالطروحات العامة ويسهل أيضا التخارج من تكلفة الاستثمارات، بينما يكون الاستثمار فى البنوك وأعمال الشراكة يواجه تزايد الأعباء التشريعية المفروضة عليه. أما الدرس الثانى فهو ضرورة أن يكون للمستثمرين استراتيجية واضحة، فليس كافيا أن يحدد المستثمر مكان الاستثمار وسبب الاستثمار ولكن يجب أن يتم تحديد الأسس التى بنيت عليها الاستراتيجية، مشيرا إلى من ضمن العناصر المولدة للفرص الاستثمارية أن يكون فى السوق احتياجات لم يتم اشباعها بعد، وأن يكون هناك تحرر من القواعد التنظيمية للسوق deregulation. «لا تبخل على المهارات الإدراية» كانت النصيحة الثالثة التى عرضها هيكل، مؤكدا أهمية البحث عن أفضل المهارات الإدارية، وأن يتم اختيار الكوادر الراغبة فى مواجهة التحديات. وبالنسبة للحكومات، نصح هيكل المستثمرين بأن يغيروا نظرتهم لها، معتبرا أن الحكومات فى الشرق الأوسط وأفريقيا لم تكن ودودة مع الاستثمار من قبل مثلما هى اليوم، وأن ما يدفعها لذلك الضغوط التى تواجهها الموازنات العامة، والتطلعات المتصاعدة للطبقة الوسطى النامية، مشيرا إلى أن الاجيال الجديدة من صناع السياسات فى الشرق الأوسط وأفريقيا الودودين مع الاستثمار يفتحون مجالات استراتيجية للاستثمار الخاص تتضمن، توليد الطاقة وتوزيع الطاقة والتكرير ومشروعات الطاقة الكبرى. وكانت النصيحة الخامسة هى ضرورة الاهتمام بالفرص الكامنة فى السوق المحلية، مشيرا إلى أن أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بها 1.2 مليار مستهلك والسوق الاستهلاكية الأفريقية تقدر ب680 مليار دولار فى 2008، وفى 2040 ستكون سوق العمل فى افريقيا والشرق الأوسط الأكبر على مستوى العالم. مما يخلق فرصا فى قطاعات مثل التمويل وزراعة المنتجات الاستهلاكية والتصنيع والبنية الأساسية والعقارات والتجزئة. أما الدرس السادس فتعلق بأسلوب إدارة الشركة لعلاقاتها مع الأطراف المرتبطة بها، مثل البنوك والمساهمين. بشكل أكثر عمقا. «لا تكن ضيق الافق فى اختيارك لمصادر التمويل» على حد تعبير هيكل فى نصيحته السابعة لشركات الاستثمار المباشر، مشيرا إلى أن العديد من البنوك الإقليمية راغبة وقادرة على تمويل المشروعات متوسطة الحجم، علاوة على وجود مؤسسات مالية غير مصرفية مستعدة للتمويل ويقدمون أيضا معلومات عن القطاعات المختلفة والدراسات على الاتجاهات العالمية، والمساعدات التقنية الصناعية المتخصصة والخدمات الاستشارية لاعادة هيكلة الشركات وأفضل الممارسات فى مجالات مثل الحوكمة. «ولا تبدأ بدون التمويل» كما جاء فى الدرس الثامن، مؤكدا ضرورة توفر التمويل الكامل قبل البدء فى المشروع. وعندما تختار الاستثمار «كن انتقائيا» بحسب النصيحة التاسعة، حيث ينصح هيكل بأخذ الوقت الكافى للتخطيط والتفكير واجراء الاتصالات واستكشاف الاتفاقات المناسبة. و«لا تخش من ان تقول لا لبعض الاتفاقات، فاتفاقات افضل ستأتى لاحقا». وأشار هيكل إلى أن من بين أكثر من 60 اتفاقا أجرتهم القلعة فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ 2004، كان هناك اتفاقا واحدا تضمن منافسة مباشرة مع شركة استثمار مباشر. الدرس العاشر كان استثمر فى الحوكمة، حيث تسهم الحوكمة فى تحقيق أداء أفضل فى مجالات مثل التحكم فى تكلفة رأس المال، والتحكم فى المخاطر وكشفها، والتمكن من أخذ قرارات سريعة وسليمة، توفيق المصالح بين الإدارة والمساهمين والشركات المحفظة المالية. «كن صبورا» هو درس هيكل الأخير، فالمجالات التى تحقق أكبر فرص للعوائد تأخذ وقتا حتى تنضج وتكون مؤهلة للخروج منها. وأشار هيكل إلى أن هذه القطاعات الواعدة تتمثل فى الصناعات الاستهلاكية والتمويل متضمنا التمويل متناهى الصغر والتجزئة والإسكان المتوسط والصناعات الأساسية مواد البناء والصناعات الغذائية والأسمدة والسلع البترولية والزراعة والتعدين والبنية الأساسية والنقل واللوجيستيات وتوزيع الطاقة والموانى. وتعتبر مجموعة القلعة التى أسسها أحمد هيكل، والتى تتخذ من القاهرة مركزا لها، رائدة فى مجال الاستثمار الخاص المباشر فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهى من أوائل شركات الاستثمار المباشر التى توجهت لأفريقيا، وتهتم بالمجالات غير المطروقة بكثرة من جانب المستثمرين، والتى تنطوى على فرص كبيرة للربح إذا حسنت إدارتها، وهو ما يظهر من دخولها فى مشروعات طموحة لزراعة مساحات واسعة من الأرض فى السودان، وحصولها على امتياز تشغيل خطوط السكك الحديدية فى كينيا وأوغندا، فضلا عن استثماراتها المتنوعة فى مصر والجزائر. وتدير القلعة محفظة استثمارات تزيد قيمتها على 8.3 مليار دولار، من خلال 19 شركة تعمل فى 15 مجالا، منها التعدين، والأسمنت، والنقل، والأغذية والطاقة، تمتد عبر 12 دولة، كما تمتلك 18 صندوقا استثماريا.