أولا السطور التالية ليست لها علاقة بالترجي وفوزه على الأهلي أو بالأخوة المحترمين في تونس الذين أظهروا كل التحضر والقيم السامية في التعامل مع أشقائهم المصريين ولكننا ندير حوارا رياضيا عن وقائع حدثت في أجواء متوترة صنعها غيرنا وفٌرضت علينا من خلال الرسالة الموجهة من جانب قناة الجزيرة والقائمين عليها ثم من حقائق ثابتة في وقائع محددة وشهادات شهود ..ونبحث فيها عن الحقيقة ..وأخيرا نحاول الوصول إلي رؤية لما وقع فيه الأهلي من أخطاء ..وقبله تمنيات من جانبي شخصيا للفريق التونسي بالفوز بكأس أفريقيا. الحالة الأولى تتعلق بما حدث بمجرد أن انتهى الشوط الأول للمباراة خرج الجزائري حفيظ دراجي الذي كان يقدم الاستديو التحليلي على قناة الجزيرة التي تنقل المباراة حصريا ليقول " يدا بيد والبادي أظلم " هذه الكلمات من مذيع جزائري على قناة قطرية . فالقناة من خلال مذيعها تروج لفكرة الانتقام و أن الأهلي الجاني في المباراة الأولى في القاهرة بالهدف الذي لمست فيه الكرة يد محمد فضل فدخلت المرمي واحتسبه الحكم الليبي عادل الراعي هو الجريمة التي تستحق أن يحتسب الحكم الغاني جوزيف لامبيتي ركلة ركنية غير صحيحة تماما في الدقيقة الأولى من المباراة وأن يسدد منها اللاعب النيجيري إينراموا الكرة بيده في مرمي الأهلي الظالم لتكون هدف أكتسب المشروعية على لسان الجزيرة الرياضية لأن الفريق المصري مجرم ويستحق هذا العقاب من الحكم الغاني ! في أي سياق تتحدث الجزيرة ومذيعها ..في أي أطار تريد أن تضع هذه الواقعة ؟ أنها فقط تؤكد دورها في الترويج للانتقام والتشفي وأهداف أخرى معروفة عن تلك الجزيرة المنعزلة عن قيم كثيرة. هذا جانب ..أما الجانب الأخر فيتلخص في سؤالين كل منهما يحتاج إلي إجابة ليست لدي و لابد أن يبحث المسئولون في الأهلي عن أجابتهما وأن يستوثقوا مما يتردد حيث قال شريف محند حناشي رئيس نادي شبيبة القبائل الجزائري في تصريحات صحفية نشرت في العديد من الصحف والمواقع في سياق هجومه على محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة في بلاده أنه لم يهيئ الأجواء المناسبة لفريقه كما فعل رئيس اتحاد الكرة الكونغولي مع فريق مازيمبي قبل مباراتهما الفاصلة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا الذي رافق الفريق في الجزائر بينما سافر روراوة إلي تونس وترك الشبيبة !! السؤال ماذا كان يفعل رئيس الاتحاد الجزائري وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأفريقي في تونس ليلة مباراة الترجي مع الأهلي؟ وهل التقى الحكم الغاني لامبيتي؟ الذي لا نشكك في نزاهته معاذ الله !!. والسؤال الثاني هل هذا الحكم هو نجل الجنرال لامبيتي الذي كان مراقبا لمباراة مصر مع زيمبابوي في تصفيات كأس العالم أمريكا 1994 الذي كان تقريره الغريب والفريد في تاريخ الكرة العالمية من أهم أسباب إعادة المباراة في ليون الفرنسية بعد أن انتهى اللقاء بفوز مصر وتأهلها إلي الدور النهائي من التصفيات للقاء الكاميرون ؟!. الأمر يحتاج إلي إجابة لأن الجنرال لامبيتي تاريخه معروف هذا ما يجب أن نسأل عنه ونعرف أجابته لا لتغير الواقع ولكن للوقوف على المدى الذي وصل أليه الفساد في مؤسسة الكرة الأفريقية . هناك من يتعاملون بسطحية مع مثل هذه الوقائع ..ولكن لن أستسلم لإحباطهم وتراخيهم في مواصلة طريق المعرفة وربط الدلائل بالأحداث . كل هذا لا يعني أن الأهلي لم يرتكب أخطاء فنية وعصبية تستوجب وقفه خاصة مع حالة الانفلات العصبي التي كان عليها لاعبوه وكان المفروض أن يكونوا أكثر هدوء رغم أن السيناريو الذي حدث لم يكن متوقعا أن يكون بهذا السوء وأن يجدوا أنفسهم من أول دقيقة خارج البطولة وبقرار وليس بالأداء ولكن هذا ليس مبرر لأن ينفلت محمد بركات بكل نجوميته وخبرته ومكانته ويحاول ضرب خالد القربي ليتعرض للطرد ويخسره فريقه . وبقدر تقديري للضغط العصبي الذي عاني منه لاعبي الأهلي بقدر ما أجد تقصيرا من الجهاز الفني حسام البدري وهادي خشبة في السيطرة على اللاعبين بمجرد وقوع الحدث المأساوي باحتساب هدف يد إينرامو .. وكان يجب تفويت الفرصة على الحكم وتغيير مسار الأحداث الذي تم جرجرة الأهلي أليه واستسلم له ومن بين الأمور الفنية المحيرة في الأهلي عدم خروج شريف إكرامي في الكرة العرضية التي وصلت إلي مهاجم الترجي وهو قابع تحت قوائم مرماه كما هي العادة في الكرات العرضية الكثيرة التي شكلت خطورة على مرمى الأهلي مرارا وتكرارا ولم يتم علاجها طوال عام كامل . ومن جوانب القصور الفني أيضاً عدم القدرة على الالتحام القوي من دون الوقوع في خطأ كما فعل الحسامان عاشور وغالي عدة مرات ..وللجوانب الفنية للفريقين حديث أخر إن شاء الله ..مبروك للترجي والأهلي نجاحهما في مهرجان الروح الرياضية والأخوة رغم كل المؤثرات والاختبارات والمؤامرات .