ثبت حسن حوراني بعناية ساقه الصناعية مكان رجله المبتورة في انفجار لغم ، ثم ينزل إلى أرض الملعب بحماسة ويستخدم ساقه المعدنية لتسديد هدف في مرمى ملعب في مدينة صيدا. ويقول حوراني , وهو طالب لم يتعدى ال19 عاما والذي أصُيب بعد حرب يوليو 2006 : "نحن عائلة تعيش على زراعة التبغ , كنت أساعد والدي في قطف المحاصيل الزراعية في قريتنا السماعية جنوب مدينة صور عندما دست على قنبلة عنقودية ، ما أدى إلى بتر ساقي ويدي من الجهة اليمنى". لكن حوراني يتابع بأنه على الرغم هذه الإعاقة إلا أن دراسته وحياته يسيران بشكل طبيعي. وتوضح زينة عاصي ، المشرفة على مشروع نبيه بري - رئيس المجلس النيابي - لتأهيل المعوقين التابع للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين في الصرفند إن : "فكرة إنشاء فريق لكرة القدم تهدف إلى إعادة دمج المصابين بالمجتمع وإلى تسليط الضوء على ضرورة إدانة استعمال القنابل العنقودية المحرمة دوليا". وتضيف : "هذا تحد حقيقي بالنسبة إلى هؤلاء الشباب الذين يسعون إلى تحويل إعاقتهم إلى طاقة ليتمكنوا في يوم من الأيام من إثبات وجودهم في الملاعب الدولية". و بحسب تقديرات الاممالمتحدة , ألقى سلاح الطيران الإسرائيلي حوالي مليون قنبلة عنقودية خلال النزاع مع حزب الله بين 12 يوليو و14 أغسطس 2006 على جنوب لبنان ، لم ينفجر حوالى 40% منها ، وهي منتشرة في بلدات وحقول في الجنوب اللبناني. وتم تنظيف 43% من المواقع التي تحوي ألغاما وقنابل عنقودية ، بحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن مكتب تنسيق عملية نزع الألغام التابع للأمم المتحدة ، بينما لم تتجاوب إسرائيل بعد مع طلب الأممالمتحدة تسليمها خرائط عن مواقع القنابل العنقودية والألغام في الجنوب والتي من شأنها أن تسهل العمل على إزالة الأجسام المتفجرة. وارتفع عدد الإصابات بهذه الأجسام منذ انتهاء حرب 2006 إلى حوالى 300 بين قتيل وجريح. وتقول عاصي أن الجمعية تتلقى هبات ومساعدات من السفارة النروجية لتؤمن الأطراف التي يستعملها اللاعبون في الركض والقفز , وهي أطراف مصممة خصيصا للرياضيين ويمكن تحريكها عند المفاصل وغالية الثمن. وتقدم الجمعية خدمة كاملة من الأطراف إلى التأهيل والعلاج الفيزيائي للمصابين. ويتولى تدريب فريق "الناجين من الألغام" حسين غندور - 28 عاما- الذي يعطي التوجيهات إلى اللاعبين البالغ عددهم 18 ، وجميعهم من ضحايا انفجار القنابل والألغام. وسبق لبعض هؤلاء اللاعبين أن شاركوا في مسابقات ألعاب قوى أقيمت على مستوى دولي في دول عربية , ويتدرب أعضاء الفريق يومين في الإسبوع لمدة ثلاث ساعات كل مرة. معظم المصابين من الرعاة أو المزارعين القاطنين في المناطق الحدودية الذين أصيبوا بعد حرب يوليو أو حتى قبلها في ألغام من مخلفات الجيش الإسرائيلي في عمليات عسكرية سابقة , وبعضهم أصيب في مناطق آخرى خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990). وقال المزارع محمود النمر من قرية حبوش في قضاء النبطية – 28 عاما- : "كنت منطويا على نفسي عندما بترت ساقي في 1997 ، وكنت وحيدا باستمرار ويسيطر علي اليأس أحيانا. أما اليوم فاشعر بسعادة لا توصف وأنا اتعلم هذه الرياضة كأني شاب طبيعي ، وعندما أشاهد الناس على المدرجات يصفقون لي". أما عدنان الزبيري - 31 عاما- الراعي ولاعب الدفاع الماهر في الفريق الذي خسر ساقه في 1996 ، فيقول ضاحكا وهو يحمل الكرة بيده متباهيا بصده الهجوم ومنعه تسديد هدف في مرماه : "سنقدم في الألعاب الأولمبية القادمة نتائج ستبهر العالم".